* نمو السعودية سيفيد المنطقة ويساعد في هزيمة التطرف * أحرزنا تقدماً بحقوق الإنسان.. وبريطانيا تؤيدنا في مخاوفنا من إيران بناء على توجيهات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، واستجابة للدعوة المقدمة من حكومة المملكة المتحدةلبريطانيا، غادر ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، أمس (الثلاثاء)، إلى المملكة المتحدة في زيارة رسمية، ضيفاً على حكومة الملكة اليزابيث الثانية. تشهد زيارة ولي العهد في يومها الأول (اليوم الأربعاء) محادثات مع رئيسة وزراء بريطانيا تيريزا ماي، ولقاء على مائدة الملكة اليزابيث في قلعة ويند سور التاريخية خارج لندن. وأبدت الأوساط السياسية والاقتصادية البريطانية اهتماماً كبيراً بمحادثات الأمير محمد بن سلمان التي يرجح أن تتوصل إلى شراكة أوثق تعزز وضع بريطانيا الاقتصادي بعد خروجها المرتقب من الاتحاد الأوروبي في 2019. وفي تشريف نادر لشخصية زائرة، سيلتقي ولي العهد رئيسي جهازي الاستخبارات الداخلي (ام آي فايف) والخارجي (ام آي سيكس). كما سيحضر ولي العهد، في تشريف غير مسبوق، اجتماعاً لمجلس الأمن القومي البريطاني الذي ترأسه ماي. كما سيلتقي الأمير محمد بن سلمان كبير أساقفة كانتربري الذي يقود الكنيسة الإنجليكانية، تأكيداً لسياسات الاعتدال والتسامح التي تنتهجها السعودية في ظل الإصلاحات التي يقودها ولي العهد. وأبدى مسؤولون ودبلوماسيون بريطانيون اهتماماً كبيراً بالفرص التي تنطوي عليها رؤية السعودية 2030، فضلاً عن توقعاتهم بأن يكون لبورصة لندن نصيب كبير من الاكتتاب الأولي في نحو 5% من أسهم شركة أرامكو. بعد أعمق وقال مسؤول بريطاني ل«عكاظ» أمس إن زيارة الأمير محمد بن سلمان ستضفي بعداً أعمق على «العلاقة الخاصة» بين السعودية وبريطانيا التي أرساها المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود ورئيس الوزراء الراحل سير ونستون تشرشل. وقال ولي العهد في مقابلة حصرية مع «ديلي تلغراف» أمس إنه يأمل في أن تكون الشركات البريطانية قادرة على الاستفادة من التغيرات العميقة التي تحدث في بلاده، بعد إتمام مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وزاد: «نحن نعتقد بأن السعودية بحاجة إلى أن تكون جزءاً من الاقتصاد العالمي. إن الشعب بحاجة إلى أن يكون قادراً على التحرك بحرية، كما أننا بحاجة إلى تطبيق المعايير المماثلة لبقية دول العالم». وأضاف: «بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، ستكون هناك فرص ضخمة لبريطانيا نتيجة للرؤية 2030». وقال ولي العهد إن العلاقة بين السعودية وبريطانيا هي «علاقة تاريخية وتعود إلى تأسيس المملكة. كما أن لدينا مصلحة مشتركة تعود إلى الأيام الأولى من العلاقة. إن علاقتنا مع بريطانيا اليوم عظيمة». معاملات تجارية مزدهرة وأشارت «التليغراف» أمس إلى أن الدبلوماسيين البريطانيين أكدوا أن تجارة المملكة المتحدة مع السعودية ودول الخليج تصل إلى نحو 10% من إجمالي التعاملات التجارية، وهي أكثر من إجمالي حجم التجارة مع الصين. ومن الممكن أن يزيد هذا الرقم بشكل كبير إذا استفادت الشركات والمشاريع البريطانية استفادة قصوى من الفوائد التي يمكن أن توفرها رؤية 2030. وقال ولي العهد: «إن الشعبين البريطاني والسعودي بجانب بقية العالم سيكونون أكثر أمناً إذا كانت لديك علاقة قوية مع السعودية». ويعتقد ولي العهد أنه من خلال تعزيز نظرة إسلامية أكثر اعتدالاً في بلاده وتمثل الإسلام الحقيقي، فيمكن للسعودية أن تلعب دوراً بارزاً في هزيمة التطرف المستوحى من حركات التطرف الإسلامي. وزاد أن المتطرفين والإرهابيين «مرتبطون من خلال نشر أجندتهم. نحن بحاجة إلى العمل لترويج الإسلام المعتدل». ويعتقد ولي العهد - طبقاً للتغراف أمس - أن استمرار التعاون الوثيق بين الرياض ووكالات الاستخبارات الغربية، مثل وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، وجهاز الاستخبارات الخارجية البريطاني، أمر حيوي لكسب هذه المعركة؛ إذ إن السعوديين قادرون على توفير المواد الخام، في حين أن خبراء الاستخبارات الغربية يملكون المهارات اللازمة لتحليلها. وهو يؤمن كذلك بأن النمو الاقتصادي في السعودية سيفيد بقية المنطقة وبالتالي فإنه سيساعد في هزيمة التطرف. ونقلت عنه الصحيفة البريطانية قوله: «نريد أن نحارب الإرهاب. ونريد محاربة التطرف، لأننا بحاجة إلى بناء الاستقرار في الشرق الأوسط. نريد نمواً اقتصادياً سيساعد المنطقة على التطور. وبسبب موقعنا المهيمن، فإن السعودية هي مفتاح النجاح الاقتصادي في المنطقة». وأكد ولي العهد أن «بريطانيا تؤيدنا جداً في مخاوفنا المتعلقة بإيران، وغيرها من مسائل الأمن الإقليمي. وهي دائماً حليف وفي صفنا». وأكد حاجة بلده إلى القيام بالمزيد من أجل تحسين سجله في حقوق الإنسان، وقال: «نحن لا نملك أفضل سجل في حقوق الإنسان، لكننا نتحسن. وقد أحرزنا تقدماً كبيراً في وقت قصير». وختمت التليغراف بالقول: «مع وجود هذا القائد الشاب في السلطة، فإنه من الواضح أن الآفاق المستقبلية للسعودية الإيجابية لا تعرف أي حدود».