فيما ظلت العلاقة القطرية الإسرائيلية في الظلام منذ انقلاب حمد بن خليفة على والده، أضحت الاتصالات القطرية تطفو على السطح وسط تجاهل لتزايد موجة الحنق الداخلي في الأوساط الشعبية في الإمارة الصغيرة. ويؤكد مؤسس المخابرات القطرية اللواء محمود منصور ل«عكاظ»، أن تنظيم الحمدين دأب على تنفيذ المخططات الصهيونية تجاه الشعب الفلسطيني، لتقسيمه وإيقاعه في صراع فلسطيني - فلسطيني، لافتاً إلى أن التطبيع القطري - الإسرائيلي ليس وليد اليوم، وأنه يعود إلى مرحلة ما بعد انقلاب حمد بن خليفة على والده صيف 1995. وأشار منصور إلى أن إسرائيل تستخدم قطر لتنفيذ سياستها في المنطقة العربية ضماناً لبقاء النظام بالدوحة مقابل تقديم الدعم المالي الكامل لتل أبيب. وقال مؤسس المخابرات القطرية: «منذ انقلاب الحمدين على الشيخ خليفة بن حمد، رصد مكتب المخابرات العامة بالدوحة وصول وفود إسرائيلية، ولم نخطر رسمياً بذلك من الديوان الأميري أو وزارة الخارجية، ومارسنا بدورنا تحركاتهم، وتوصلنا إلى أن هناك جهوداً قطرية لصالح القضية الفلسطينية، ولكن مع مرور الوقت اكتشفنا عكس ذلك، وبدأت تتضح لنا الصورة بشكل أوسع من خلال إنشاء شبكة قنوات الجزيرة وإنشاء القاعدة الأمريكية». وزاد «بعد أيام قليلة من الانقلاب، علمنا أن الأمير الجديد حمد بن خليفة يسعى لبيع غاز الحقل الشمالي لدولة إسرائيل، وفي عام 96 وصل وفد إسرائيلي سراً، وافتتح مكتب التمثيل الإسرائيلي في الدوحة»، منوهاً بأنه تم رصد مكتب تمثيل المصالح الإسرائيلية، ووجد أنه تطرق إلى توجهات اقتصادية وثقافية وحماية البيئة والطب. وأفاد اللواء محمود منصور بأن الإعلام الإسرائيلي ذكر أن من أنشط من كان يتردد على إسرائيل هو حمد بن جاسم، لافتاً إلى أن من أهم ما جرى من تطورات كان في العام 1996 عندما تم التوقيع على نقل الغاز الطبيعي من قطر إلى إسرائيل، إذ قدمته حكومة الدوحة بأسعار رمزية.