كشف أربعة من كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية عن وجود خلافات قائمة منذ فترة طويلة بين الرئيس دونالد ترمب، واثنين من كبار معاونيه هما مستشار الأمن القومي إتش.آر. مكماستر، وكبير موظفي البيت الأبيض جون كيلي، إلى حد قد يدفع أحدهما أو كليهما للاستقالة قريبا، غير أن المسؤولين سارعوا إلى القول إن التوترات قد تتبدد، على الأقل في الوقت الحالي، مثلما انتهت فصول سابقة من الخلاف بين الرئيس ومسؤولين كبار آخرين فقدوا الحظوة عنده ومنهم وزير الخارجية ريكس تيلرسون ووزير العدل جيف سيشنز. وأفاد المسؤولون الأربعة، الذين اشترطوا عدم نشر أسمائهم، بأن كيلي ومكماستر انتابهما غضب شديد من معاملة ترمب لهما في السر والعلانية، وأنهما يعتبران هذه المعاملة في بعض الأوقات مهينة لهما، مشيرين إلى أن أقوى مصدر للاحتكاك في الوقت الحالي هو سعي كيلي بتأييد من مكماستر لمنع مسؤولي الإدارة الذين لم يحصلوا على موافقات أمنية دائمة على مستوى عال من الاطلاع على أهم أسرار الحكومة. وسيحرم ذلك جاريد كوشنر صهر الرئيس ترمب ومستشاره من الاطلاع على تقرير الاستخبارات اليومي، الذي يعرض على الرئيس، ويتضمن في كثير من الأحيان معلومات عن عمليات سرية واستخبارات تم جمعها بالأقمار الصناعية ومن خلال الجواسيس ومن الحلفاء المقربين للولايات المتحدة. ويعتبر مراقبون سياسيون أمريكيون مكماستر وكيلي من العوامل المهدئة في التأثير على الرئيس وذلك من خلال فرض أسلوب محدد لسير العمل في البيت الأبيض، كما أقنع الاثنان ترمب بأهمية التحالفات الدولية ولا سيما حلف شمال الأطلسي الذي انتقده الرئيس لعدم المشاركة فيما تتحمله الولاياتالمتحدة من أعباء. وكان ترمب قد وجه لطمة إلى مكماستر في تغريدة بعد التعليقات التي أدلى بها في مؤتمر أوروبي في العطلة الأسبوعية السابقة وقال فيها: «إنه واثق أن روسيا تدخلت في حملة الانتخابات الأمريكية عام 2016»، وهو الأمر الذي يرفض ترمب التسليم به.