إذا وضعت جملة «معلقة رياضية» في محرك البحث «غوغل» فلا تنتظر أن يزودك المحرك بمعلومات عن أسماء إناث دخلن عالم التعليق، لا في الوطن العربي ولا في الدول الأوروبية، فالموضوع يبدو أنه بعيد عن اهتمامات الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي، وكل الذي يتوفر لدى «غوغل» مواضيع تدور حول المرأة المعلّقة التي تطارد الطلاق من زوجٍ ظالمٍ، أو يسرد إليك تاريخ المعلقات العربية وحياة امرئ القيس. لتعود الباحثة عن فرصة في مجال التعليق الرياضي «إلى المطبخ» وهي الجملة الشهيرة شعبياً وعالمياً التي اعتادت أن تسمعها حين تُدلي برأيها في كرة القدم. قد يحدث مستقبلاً أن تكون هي المعلق الأساسي في مباراة نهائية في الدوري، وتعرف الفرق البسيط بين الهدف الصحيح وهدف التسلل، ومن منصة التعليق الرياضي تشرح بالتفصيل كل الأحداث التي تدور في الملعب، ولكن الأمر يحتاج لقرار جريء من المسؤولين في القنوات الرياضية في الوطن العربي. في البداية قال المعلق الرياضي عيسى الحربين ل«عكاظ»: إن اختلاف أذواق متابعي كرة القدم تتفاوت بتفضيلهم لأحد المعلقين الرياضيين، فالبعض يُفضل متابعة كرة القدم مع المعلق الحماسي، وآخرون يُفضلون الاستماع إلى المعلق ذي الصوت الهادئ، فالاختلاف قد يجعل للمرأة مكاناً في التعليق الرياضي. ويكمل عيسى الحربين حديثه: «في إحدى السنوات الماضية قمنا بعمل مسابقة لاكتشاف معلقين رياضيين جدد، واختيار الأفضل منهم لإحدى القنوات العربية، وكان من ضمن الشروط المسجلة أن يكون المتقدم رجلاً، وتفاجأنا بوجود عناصر نسائية زاحمت الموجودين وكانت ممتازة بشكل لا يوصف، إلا أننا لم نستطع اختيارهن لوجود الشرط المسبق. ويؤكد المعلق الرياضي عبدالله الحربي أن مثل هذه الرياضة تحتاج إلى جهدٍ عالٍ وصوتٍ واضحٍ وسرعة استجابة لحركات اللاعبين والتعليق عليها، مشيراً إلى أنه يُمكن أن تبدأ المرأة بالتعليق على كرة القدم النسائية أفضل خصوصاً أن صوت الرجل يميل إلى القرار، وصوت المرأة يميل لطبقة «سوبرانو». في حين تساءل المعلق الرياضي سمير المعيرفي بقوله: «من تجرؤ لتتقدم وتصبح معلقةً رياضيةً لكرة القدم الرجالية، وتكسر حاجز الخجل وتتواجد في منصة التعليق الرياضي؟»، مشدداً على ضرورة التدرج في التعليق الرياضي للمرأة، مقترحاً أن تبدأ بالأوليمبياد وكرة الطائرة وكرة اليد حتى تتمرس لتصل إلى تعليق كرة القدم الرجالية.