لا يمكن التعامل مع تصريحات المتحدث باسم تحالف دعم الشرعية في اليمن العقيد الركن تركي المالكي أمس الأول، حول الأوضاع الميدانية والإنسانية في اليمن، من الناحية الإعلامية فحسب، ففضلا عن أن التصريحات تُطلع الرأي العام على تطورات الأوضاع خصوصا العسكرية والإنسانية منها، فإنها عكست حالة من الرصد الدقيق للأنشطة الإيرانية الهدامة في اليمن، ومنها كشفه أن نظام الملالي زود المتمردين الحوثيين بصواريخ من طراز «قادر» لاستهداف الملاحة الدولية في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، ومن شأن هذا الكشف أن يفضح نظام الملالي أمام العالم، ويكثف من المطالبات الدولية بفرض المزيد من العقوبات عليه، خصوصا مع تأكيد المالكي أن هناك تفهما دولياً للتهديدات التي تمثلها إيران على الملاحة وحركة التجارة الدولية من خلال تزويدهم الميليشيات الإرهابية بالصواريخ الباليستية. وفي مقابل فضح الأنشطة الهدامة للنظام الإيراني في اليمن، سلطت تصريحات المالكي الضوء على جانب من المسؤولية الإنسانية التي يضطلع بها تحالف دعم الشرعية، إذ أكد استمرار دخول المساعدات الإنسانية عبر المنافذ البرية والجسر الجوي رغم كل الانتهاكات التي يرتكبها الحوثيون في الاستيلاء على جزء من المساعدات والمتاجرة بها في السوق السوداء، وحرمان مستحقيها منها، في مسعاهم الآثم لمضاعفة معاناة اليمنيين من ويلات الحرب التي فرضوها عليهم بانقلابهم المشؤوم.