فاجأتني «عكاظ» بخبر في صفحتها قبل الأخيرة في عددها الصادر (الأربعاء) الماضي يفيد أن السعوديين الأعلى عربيا في عمليات التجميل، ما أثار لديّ كثيرا من التساؤلات حول الأسباب، وهل نحن نفتقد الجمال الكافي، ما دفعنا للبحث عنه بين العيادات وتحت مباضع ومقصات أطباء وخبراء التجميل، أجزم أننا من أجمل الشعوب، ولا ينقصنا سوى قليل من الثقة في أنفسنا، وربما أن حالة الترف والرخاء التي نعيشها دفعت كثيرا منا نحو البحث عما يعتقده ويراه جمالا مكتملا، رغم أن كل واحد في هذه البسيطة، ينظر إلى الجمال بمنظورة الخاص، فما أراه أنا جميلا، ربما لا يروق لك، فمعايير الوسامة ومقاييسها تختلف من شخص لآخر. لا ألوم أي أحد ذكرا كان أو أنثى يبحث عن الجمال، فهو حق مشروع، خصوصا من يسعى للتخلص من ندبة أو جرح يشوه وجهه، أو يعمل على استكمال إصبع بتر لظرف ما في صغره، أو الرجل الذي يعاني من الصلع، ويتردد على العيادات سواء في الداخل أو الخارج، لزراعة شعر، لكن ما انتقده هو الهوس الذي أصاب البعض لاسيما من فئة الشباب، بحثا عن الجمال، حتى لو كان الأمر لا يستدعي ذلك، ولأعتقد أن للفضائيات ووسائل التواصل الاجتماعي، دورا كبيرا في إقبال الكثيرين على عمليات التجميل بطريقة مبالغ فيها، وتقليد بعض المشاهير والممثلين والممثلات الذين يخصصون ميزانيات سنوية لعيادات التجميل ليظهروا بنيو لوك جديد، ويكسروا رتابة الملامح التي ظهروا بها من قبل، حتى بتنا نعتقد أننا لا نمتلك الوسامة الكافية، رغم أن الواقع غير ذلك، لكن ما نحتاجه هو قليل من الثقة في أنفسنا، والاقتناع بما حبانا الله به من نعم، والابتعاد عن التقليد، عندها ستصاب عيادات التجميل في الداخل والخارج بالكساد، وربما تغلق أبوابها، إلا لمعالجة التشوهات فقط.