من منا لا يعشق الجمال والبحث عما يحسن مظهره الخارجي؟ الجميع يريدون أن تكون أشكالهم وأجسامهم جميلة، ولكن يوجد من يظن أن الجمال والشباب يأتي من خلال مبضع الجراح. لقد انتشرت هذه الأيام عمليات التجميل بشكل ملحوظ، ونشأ هوس بين النساء وسباق لإجراء تعديلات جراحية على وجوههن وأجسامهن، حتى لو كن لا يعانين من علة ما. وقد هبت الصحف لتناول مخاطر عمليات التجميل وضحاياها والتحذير من عواقبها. ورغم الأخبار والتحذيرات ما تزال العيادات التجميلية تمتلئ بالراغبات في الجمال، حتى أن بعض الحجوزات في هذه العيادات تمتد لشهور طويلة. ورغم ارتفاع تكاليف العمليات وأسعار بعض الجراحين المبالغ فيها تجد العيادات إقبالا وتسابقا من قبل السيدات والفتيات لإجراء عمليات تكبير الصدر ونحت الجسم وتصغير الأنف. ولم تعد تلك العمليات حكراً على فئة عمرية معينة من النساء، فقد شاهدت فتيات مراهقات وقد خضعن لتلك العمليات التجميلية وبتشجيع من عائلاتهن رغم صغر سنهن وعدم حاجتهن لها. وكل هذا بسبب الهوس بتفاصيل أجسادهن والبحث عن الكمال. قد تكون هناك حاجة ماسة تفرض على بعض النساء والرجال الخضوع لأنواع معينة من تلك العمليات كتصحيح عيب أو علاج آثار الحروق والسمنة أو غيرها ولا تشكل خطرا على حياته، لكن في المقابل يوجد من يخضع لها من باب التقليد لممثلة خضعت لمثل هذه العمليات أو الترف ووفرة المال. حتى أن هناك من السيدات من تلجأ لعمليات شفط الدهون من جسمها، وحقن الخدود قبل المناسبات وحفلات الزفاف حتى تكون في أجمل صورة، وتتناسى مخاطر عمليات التجميل خاصة في حالة حدوث مضاعفات أو اللجوء لطبيب غير متمكن من عمله أو بلا خبرة كافية. إن العمليات التجميلية لن تمنح المرأة وهم الكمال وليست بديلا عن الرياضة وليست علاجا لمن يعاني من مشكلات نفسية ونقص الثقة في النفس. فمتى تتوقف النساء عن هذه المخاطرة وهذا الهوس بالكمال؟