تريد تركيا منذ بداية نشوء التجربة الفيدرالية في مقاطعة عفرين، التخلص من هذا الصداع السياسي والأيديولوجي، خصوصا وأن أساس هذا المشروع الفيدرالي يرتكز على فكر قائد حزب العمال الكردستاني عبدالله أوجلان المعتقل في سجن إميرلي التركي. وتبرر أنقرة في كل مرة موقفها المتشدد من عفرين، بأن أغلبية عناصر وحدات حماية الشعب الكردية (ypg)، هم من عناصر حزب العمال الكردستاني (pkk)، وهذا الأمر لا ينكره عناصر (ypg)، باعتبار أن المد القومي متواصل على كل الأراضي التي يسكنها الأكراد. تريد تركيا من هذه العملية، بحسب تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان هدم عفرين على رؤوس عناصر (ypg)، باعتبارهم وحسب التصنيف الكردي منظمة إرهابية، إلا أن هذا الأمر يصعب تحقيقه باعتبار عفرين هي من المناطق الحاضنة لحزب العمال الكردستاني، أما من الناحية السياسية فالجانب التركي يسعى للقضاء على هذه التجربة باعتبارها -كما يقول المسؤولون الأتراك- مسألة أمن قومي.. ولعل آخر التصريحات التركية في هذا الأمر، هو تحقيق منطقة آمنة بعمق 30 كيلو مترا على غرار التجربة العراقية سابقا، حين منح نظام صدام حسين الجانب التركي الحق في التوغل 40 كيلومترا لمواجهة حزب العمال الكردستاني. بالنسبة ل (ypg)، فإن القتال حتى النهاية هو خيارهم الوحيد في هذه الحرب، خصوصا وأن التجربة التي قامت في عفرين بلغت مراحل متقدمة على المستوى السياسي والعسكري وحتى الاجتماعي، وتؤكد القيادات في (ypg) أن ما جرى في مدينة عين العرب (كوباني) سيتكرر في عفرين أيضا، بمعنى أن القتال حتى النهاية هو الخيار الوحيد لهم. المواقف الدولية في أزمة عفرين، كانت مريبة، ففي الوقت الذي كانت روسيا الضامن الأول لعدم وقوع اشتباك بين الجيش التركي وبين (ypg)، انسحبت منذ اليوم الأول، أما الولاياتالمتحدة فاكتفت بتصريحات شفافة، أبرزها الدعوة إلى ضبط النفس، ما يعني أن الموقف الدولي «هش» بشأن ما يجري في عفرين.