حسب التقرير الشهري لوزارة العدل فقد شهدت المحاكم السعودية خلال شهر ربيع الأول الماضي 5287 حالة طلاق، ولستُ هنا لأناقش أسباب الطلاق وما إلى ذلك، ولكنني هنا أتحدث عن سبب واحد أظنه يندرج ضمن الأسباب الكثيرة المؤدية للطلاق. يقول برتراند راسل: «علموا بناتكم تحقيق أحلامهن قبل الزواج، فالرجل ليس مصباح علاء الدين»، ولا يهم قبل الزواج أم بعده، المهم أن الرجل ليس مصباح علاء الدين. لاحظت - وإن كان قد قلَّ في الآونة الأخيرة - اعتماد الفتاة على الزوج ليحقق طموحاتها وأحلامها، فتراها تقول إن تزوجت سيفعل لي زوجي كذا، وإن تزوجت سأذهب إلى كذا، وإن تزوجت وإن تزوجت.....، فتظل تبني أحلاما مضافة إلى ما بعد الزواج مع أنه قد يكون بمقدورها فعل كل ذلك بنفسها ولكنها تفضل انتظار ذلك الرجل الذي سيأتيها على حصانٍ أبيض ليحقق أمانيها ويُعيِّشها تلك العيشة التي رسمها خيالها، فتركض حالما يأتيها متخلية - في بعض الأحيان - عن كل شيء بما في ذلك دراستها ومستقبلها، فبحسب اعتقادها فإنه لا فائدة من كل ذلك، فها هو الرجل قد جاء ليحقق أحلامها. وفي الحقيقة أنا لا ألومها فلقد بُرمجت على ذلك منذ الصِغر، فأغلب طلباتها تُعلق على الزواج، فتكدسُ الأحلام وتتراكم الأماني وتكوم الآمال، وتتزوج وبيدها قائمة مليئة بالأشياء التي أخبروها أن تفعلها بعد الزواج، تتزوج وهي متطلعة لتلك الحياة الوردية التي لطالما رأتها في الخيال، فأحلامها أخيرا ستصبح واقعا وطلباتها ستلبى وأمنياتها ستتحقق، ولكنها تنصدم فالرجل ليس (شبيك لبيك) وليس معه عصا سحرية، وإن كان بإمكانه تلبية بعض الطلبات إلا أنه لن يحقق كل رغباتها، فتخيب التوقعات وتنصدم الفتاة وتكره معه الحياة، فليست هذه الأمنيات وليست هذه التخيلات! ولا أقول هنا أن الزواج سيئ ولكنه ليس عالم الخيال والأحلام، بل إنه مثل أي شيء في هذه الدنيا فيه ما هو حلو وما هو مُر، وليس كاملا أو مثاليا، وليس كما نرى في التلفاز والأفلام، كما أنه من الناحية القانونية عقد ملزم للجانبين، كما يُكسب الشخص حقوق يترتب عليها في المقابل مسؤوليات والتزامات. فأرجوكم ألا تظلموا بناتكم وتعلموهن أن الزوج سيحقق لهن كل ما يتمنين فتدمروا حياتهن، فعالم الزواج ليس عالما ورديا، والرجل ليس فانوسا لتحقيق الأحلام.