أحيانا كثيرة تكون صافرات الاستهجان أحد الحلول المتاحة لتقويم أداء وسلوكيات اللاعبين، ليس في داخل الملعب فقط، بل وأيضا في خارجه، وربما وجدت جماهير الأهلي الفرصة متاحة مع نهاية الشوط الأول في مباراة النصر في الجولة الماضية للإشارة إلى حالة من الغضب، يتوجب أن يدركها لاعبو الفريق، ويسعون من خلالها إلى تصحيح أوضاعهم، والإيمان أن الجماهير الوفية المخلصة لشعار النادي تتكبد المزيد من المعاناة وتقاسي أصعب اللحظات، في أهداف شاملة، ليس في حق النادي فقط، بل وأيضا من أجل الارتقاء بمستويات اللاعبين، والعمل على تقديمهم في أفضل صورة تمكنهم من الارتقاء بقدراتهم، وأيضا الحصول على أفضل العروض والصفقات! وإذا ما أدرك الجميع الأدوار الكبيرة التي تقوم بها جماهير الأهلي على الدوام، وهي من شاركت في وضع الفريق قلعة كؤوس، فمن حقها أن تقول رأيها في أي حال من الأحوال، وتشارك في صناعة القرار داخل النادي، طالما تابعت من الفوضى في العديد من القرارات الإدارية والتعاقدات غير الدقيقة، ما يجعلها تضع يدها على قلبها، غير مطمئنة لا لوضع الفريق في الفترة الحالية ولا حتى لمستقبله، وتكفي الإشارة إلى ما تعرض له الفريق خلال مرحلة الإدارة السابقة، وكيف هو الابتعاد الطويل عن منصات الدوري، حتى نقول إن الجماهير لابد أن تقول رأيها في كل التفاصيل والأحداث، وتتصدى لأي لا مبالاة وإهمال من بعض اللاعبين، وأيضا سوء تقدير في قرارات إدارية، وعدم اكتراث! لا تسجل الإنجازات تاريخيا باسم أي من جماهير النادي كأفراد، مثلما تسجل وتوثق بأسماء اللاعبين، وهو ما يعني أن الجماهير العاشقة المخلصة للشعار لا تخرج بأي من المكتسبات الشخصية التي يخرج بها كثيرون، ودائما ما تكون الأقل في المكسب، مقارنة مع الأطراف الأخرى التي تكون الصورة عليها أكثر تسليطا وقيمة، الأمر الذي يتوجب أن يبني من القناعات والأفكار ما يتوجب أن تحترم به الجماهير عندما تقول رأيها، حتى وإن كان بصافرات الاستهجان، إذا ما كان تصفيقها الطويل ومعاناتها الكبيرة قد أخذت جانبا تقديريا غير مؤثر من اللاعبين والإدارة والرؤساء!