لم يكن السادس من يناير يوما عاديا في تاريخ الشعب السعودي، أمواج متلاطمة في الخارج، صراعات وأزمات وحروب في المنطقة، والمملكة العربية السعودية صامدة قوية وثابتة بقيادتها القوية وشعبها الوفي. لم يكن يوم السادس من يناير يوما عابرا في تاريخ الشعب السعودي لأنه في هذا اليوم عكست القيادة جل اهتمامها وعمق إحساسها وتلمسها باحتياجات المواطن الذي كان وسيظل في أولويات القيادة.. في السادس من يانير صدر الأمر الملكي والذي يتعلق بدعم المواطنين من مدنيين وعسكريين لمواجهة الآثار المترتبة على الإصلاحات الاقتصادية والذي تنوع من معونات شهرية للمواطنين للتخفيف من آثار ارتفاع الأسعار والقيمة المضافة التي تأتي في إطار خطط الإصلاح الاقتصادي للمملكة، وخطواتها لمعالجة زيادة تكاليف المعيشة في بعض القطاعات نتيجة الإجراءات الضرورية التي اتخذتها الدولة لإعادة هيكلة الاقتصاد. خادم الحرمين الشريفين الذي يضع المواطن في أولوياته لم ينس جنودنا البواسل حيث أصدر أمره أيضا بدعم المدنيين والعسكريين إذ تم رصد أكثر من 13 مليار دولار أمريكي لدعم المواطنين في حزمة محفزات مالية عاجلة لاحتواء تداعيات ارتفاع الأسعار بعد أن قامت السعودية برفع أسعار البنزين وأقرت القيمة المضافة بنسبة 5%، باعتبار أن هذه الإصلاحات الاقتصادية التي تقوم بها المملكة تأتي لمواجهة تقلبات أسعار النفط. الدعم شمل منح بدل غلاء معيشة لموظفي الدولة من مدنيين وعسكريين، وكذلك المتقاعدين ومستفيدي الضمان، وصرف مكافأة مالية قدرها 5000 ريال للعسكريين المشاركين في الصفوف الأمامية للأعمال العسكرية في الحد الجنوبي للمملكة. وزيادة مكافآت طلاب وطالبات الجامعات بنسبة 10%، إضافة إلى تحمل الدولة ضريبة القيمة المضافة عن المواطنين المستفيدين من الخدمات الصحية الخاصة والتعليم الأهلي الخاص، وأيضا تحملها هذه الضريبة عما لا يزيد على 850 ألفا من سعر شراء المسكن الأول للمواطن، يبرهن بما لا يدع مجالا للشك أن المواطن يظل في قلب اهتمام القيادة الحكيمة بتلبية حاجاته ومراعاة ظروفه بما لا تؤثر الإصلاحات الاقتصادية التي تنفذها الحكومة على مستوى معيشته اليومية، جاء هذا الأمر الكريم ليسهم في المحافظة على كافة أسباب الحياة الكريمة للمواطنين. ولعل من ميزة الأمر السامي أنه جاء مكملا لأكبر ميزانية إنفاق في تاريخ السعودية، التي أعلنت قبل أسبوعين، إذ بلغ الإنفاق الحكومي 978 مليار ريال، مع رفع سقف الإنفاق على الخدمات الأساسية المقدمة للمواطنين، إلى جانب صندوق التنمية الوطني وصندوق الاستثمارات العامة وعوائدهما المتوقعة على الوطن والمواطنين. في السادس من شهر يناير جسد سلمان أنه ملك الأمل وشعبه يستحق الدعم.. إنه ملك كريم وشعب يستاهل.. قالها 23 مليونا.. «كلنا سلمان - كلنا محمد».