يستحق المواطن السعودي الوفي تلك اللفتة الحانية من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز أيده الله، المتمثلة في صرف بدل غلاء معيشة لكافة موظفي الدولة لتخفيف أثر الإصلاحات الاقتصادية الموجعة مرحليا، والتي تهدف في نهاية المطاف إلى معالجة اقتصاد الدولة واستمرار عجلة التنمية بما يحمي مستقبل الأبناء والأحفاد. قد لا يعلم البعض أن الأمر الملكي الكريم الذي صدر فجر الأمس، ليزيح عن كاهل المواطن عبء غلاء المعيشة وارتفاع أسعار الطاقة سوف يكلف الدولة في السنة الواحدة نحو 50 مليار ريال، وهو رقم كبير إذا أضيف إلى بند مصروفات الموازنة لهذا العام التي تبلغ 978 مليار ريال، فذلك يعني أن مصروفات المملكة خلال عام 1439ه ستبلغ نحو تريليون و28 مليار ريال، وتصبح بذلك أكبر مصروفات في تاريخ الدولة منذ تأسيسها. أيضا من شأن هذه السيولة التي ستضخ في البلاد أن تحرك ركود الأسواق بشكل ملحوظ، وتنعش القطاع الخاص الذي ينبغي أن يتفاعل مع هذه الأوامر إيجابيا ويخصص بدل غلاء معيشة لكافة المواطنين العاملين فيه، كما حدث في سنوات ماضية عندما تفاعلت الشركات الوطنية مع قرارات الزيادات والمكافآت التي منحتها الدولة لموظفيها. الجميل أيضا أن هذا الأمر الكريم لم يأت بديلاً عن حساب المواطن المخصص لتعويض السعوديين عن ارتفاع أسعار الطاقة، بل سيستمر صرف مخصصاته جنباً إلى جنب مع بدل غلاء المعيشة الجديد، وهذا أمر يدل بشكل واضح على مدى حرص قيادة المملكة على توفير حياة الرفاه لمواطنيها بقدر المستطاع، حتى في ظل تسجيل عجز كبير في الموازنة العامة نتيجة انخفاض أسعار النفط عالميا وهو أمر خارج عن الإرادة. لفتة الملك الحانية طالت أيضا قطاعي الصحة والتعليم الأهليين، من خلال تحمل الدولة ضريبة القيمة المضافة فيهما عن المواطنين، وهذا يعني خسارة الدولة لإيرادات ضخمة كانت متوقعة من هذين القطاعين، ما يشير إلى ارتفاع متوقع في نسبة العجز في الموازنة نظرا لانخفاض الإيرادات غير النفطية التقديرية خلال هذا العام. بالأمس ردد السعوديون في كافة منصات التواصل الاجتماعي بصوت واحد «كلنا سلمان.. كلنا محمد»، معبرين عن شكرهم وفخرهم بقيادتهم التي تتلمس احتياجاتهم وتتألم لألمهم، وتضع كل خططها الاقتصادية جانبا، في سبيل عدم تضرر المواطن السعودي منها، فيما تنتفض شعوب أخرى بالجوار بحثاً عن الخبز، ولذلك ندعو الله عز وجل أن يديم عز هذا الوطن ويحفظ قائده المحب لشعبه خادم الحرمين الشريفين.