لا يخفى على أي مقروص في جدة، أن موسم هجوم الناموس على العروس حل، وطبعا تعرفون من هي (العروس)، أكيد دون استخدام أدوات المساعدة حزرتم أنها جدة، التي فقدت أحد فلذات أكبادها وهو الرخاء وبقيت بنتها الشدة، التي اللهم لا حسد عمرها طويل فأصبحت جدة أم الشدة، وطبعا المواطن الذي لم تقرِّصه ناموسات جدة غير موجود إلا خارجها، لأن الذي بداخلها مقروص وإللي بخارجها «مفقوس»، لأن خديه لا توجد بهما علامات القرص، والعلامات هي احمرار ما بين خفيف إلى دام على وجنتيه، حتي أني بمناسبة الاحمرار سمعت أن بعض سيدات المجتمع، خصوصا اللواتي اهتزت ميزانيتهن نتيجة زيادة المصاريف وارتفاع التكاليف، سمعت أنهن أصبحن لا يشترين البودرة التي تجعل خدودهن محمرة من باب تحسين المظهر قبل الجوهر، هؤلاء النسوة اكتفين بتعريض خدودهن للنامس بكثرة ويكتفين بحمرة قرصه، لاسيما أنها حمرة طبيعية ولا تزول بسرعة و«بلوشي». إضافة إلى أن النسوة يشددن أزر بعضهن البعض خصوصا أن بينهن عاملا مشتركا ولو أراد أحد أن يسخر ويسوي شاطر ويقول «إيش اخشش» مؤازرة النسوة والعامل المشترك فنجيبه، وبكل ثقة هو القَرص، فذكر الناموس لا يقوم بهذه الهواية بحكم أن القرص ما هو للرجال. عموما هجوم الناموس على العروس ليس وليد اليوم بل هو أب وجد كل الأيام بل والسنين «اللي مضت» على جدة والتي شهدت مراسم تسليم كل جد الأمانة لابنه ولأحفاده ويوصيهم «بالقرص الحسن»، كما أن بعض جدات الناموس اللاتي بلغن «الدغ» العمر «اعذروني أنا لساني ألثغ» هؤلاء الجدات يتحسرن على أنهن هرمن، ولم يعد بوسعهن القرص ويقولن وين زماننا كان معظم الناس معصعصين نشقى وندوخ السبع دوخات، حتى نحصل لنا على نقطة دم، وشبابنا الآن ما شاء الله عليهم رزقهم في رجولهم ما عاد في مناقيرهم سواء مروا بخد ولا رجل ولا بيد، ناموس يقول الحق وكيف عارف الفرق بين دم زمان الذي لا ينشفط إلا بطلوع الروح، والدم الآن الذي كله دسم وهات يا مزمزة. هكذا الناموس كل سنة لنا معه حكاية. قبل موسمين كتبت موضوع «ناموسنا غير» ثم الموسم الذي بعده كتبت «طالبك السموحة يا ناموس»، لأنني خفت أن ينتقم مني، خصوصا أنه لم يجد أحدا يردعه، واليوم ذكرني بعض القرص والناموسة السمينة التي استطعت وبجهد جهيد قتلها، وسالت دماءنا منها وليس دمها ذكرني هذا وما كتب في صحيفة «عكاظ» قبل أسبوعين تقريباً، وعلاقة ذلك بالضنك فدعاني أن أعاود الكتابة عنه، فرأيت أن استعرض بعض تاريخ الناموس مع جدة، وكذلك بعض الأفكار الناموسية الخلاقة ثم أشهد شهادة حق لوجه الله أن ناموس جدة نمس «وجدع» ومعفرت ويلعب بالبيضة والحجر على كل من له دور في مكافحته، أهو قاعد يسرح ويمرح، وتناهى إلى أذني صوت وكأنني في حقيقة وليس في حلم، ولا فيلم وهذا صوت يدندن بزنزنة «أكلك منين يا بطة أكلك منين» ونصيحتي لأهل جدة تخاووا مع الناموس، واطلبوه طلبة رجل واحد لعله يبطل من التقريص وفقط يأخذكم تبويس، وإلى اللقاء في السنة الجاية ونلبس نفس الطاقية أنا وإنت وهيه.