يحاول النظام الإيراني تصوير المظاهرات بكونها تعبيرا عن الوضع الاقتصادي وحسب، وهذا تضليل كبير، إذ إن هناك شعوب كثيرة لديها مصاعب اقتصادية، لكنها لا تنتفض بوجه السلطة، وما يتعلق بالنموذج الإيراني، فإنه مرتبط بمظالم عميقة داخل المجتمع، واضطهاد كل المكونات، وبسبب تورط إيران في حروب في كل مكان في العالم. ورغم ما نتابعه من إدانة دولية من حكومات دول العالم حيال الإجراءات الإجرامية لعناصر الحرس الثوري الإيراني في مواجهة المتظاهرين والمضطهدين، إلا أنه لا صوت مسموع من منظمات حقوق الإنسان الدولية والإقليمية عما يجري في إيران، فلماذا تسكت كل هذه المنظمات حتى الآن على ما يجري من قتل وجرح واعتقالات، وهذا الصمت يؤكد على ازدواجية المعايير لدى هذه المنظمات. ثورة الخميني التي قدمت نفسها بأنها ثورة تصحيح وتغيير، تورطت في مشاريع فوضوية، وها نحن نرى «ثورة على الثورة»، ولا يمكن الاستخفاف بدوافع ما نراه، ولا يجوز أن يتم تقييم المظاهرات من حيث عدد المشاركين وحسب، بل علينا أن نقرأ عدد الصامتين الذين يشاركون المتظاهرين الموقف ذاته.