لم يكن الوجود العسكري للأتراك في إمارة قطر محصنا من ردات الفعل الشعبية الرافضة له، ما قاد شيوخ وأعيان قبائل قطر، التي خاضت حروباً شرسة وطنية لتحرير بلادهم من سطوة الوصاية التركية المتمثلة حينها ب«الوصاية العثمانية»، إلى انتقاد الوجود العسكري التركي الذي يرون فيه «إهانة لتاريخهم الوطني»، حتى أن شيخ قبيلة آل بحيح من قبائل آل مرة منصور بن راشد آل الصعاق خرج عن صمته بسبب «عودة الأتراك لبلاده بمباركة من الحكومة القطرية». ويلفت آل الصعاق إلى أن عودة الأتراك كان وراءها المال ومحاولة الانتقام لأجدادهم «الذين طردهم أجدادنا مع قبائل قطر الأخرى في معركة الوجبة»، مؤكداً أن القطريين يتعرضون إلى «السجن المؤبد» بسبب تعنت حكومة بلاده، و«انعزالنا عن امتدادنا»، في إشارة إلى سياسات قطر المضرة تجاه دول الخليج العربي. ولا يستبعد الشيخ منصور من الحكومة القطرية تجريده من جنسيته لمجرد إبداء الرأي، «مع وجود قناة الجزيرة في البلاد، إلا أنه لا توجد لدينا حرية رأي»، معتبراً أن أبناء قبيلته آل مرة من القطريين يمتلكون في السعودية ما لا يمتلكونه في قطر. وأضاف: «وبفضل آل سعود يملك آل مرة القطريون في المملكة ما لا يملكون في قطر، إذ سلبت الأراضي والهجر من آل مرة في قطر ولم يعد لأبناء القبيلة سوى منازلهم». ويؤكد الشيخ القطري ثقته بسياسة المملكة كونها تعمل على مصلحة الخليج عامة، «فهي الثقل الإسلامي والعربي»، منتقداً ما أسماه ب«تمجيد الرئيس التركي في بلاده»، في وقت تورط الأتراك في نهب الآثار الإسلامية، وقاد العرب حروباً شرسة للتحرر من سطوة العثمانيين. كما انتقد سطوة الأتراك على بلاده قائلاً: «أردوغان يتحدث بألسنتنا، فأين السيادة؟»، ورفض الوجود الإيراني بجانب التركي في بلاده. ومن خلال انتهاكات النظام القطري ضد الشخصيات القبلية الرافضة لسياساته، يرجح مراقبون أن يجرد النظام القطري شيخ آل بحيح من مرة من جنسيته القطرية، كما فعل مع شيخ شمل قبائل آل مرة الشيخ طالب بن شريم، وشيخ بني هاجر الشيخ شافي آل شافي، إضافة إلى العشرات من أبناء القبائل في قطر، الذين أبدوا رفضهم للسياسات القطرية التآمرية ضد جيرانهم الخليجيين.