اعتبر أحد الناشرين المشاركين في معرض جامعة طيبة الدولي للكتاب والمعلومات في نسخته الثانية لهذا العام مجتمع المدينةالمنورة أنه مجتمع تكاد تنحصر اهتماماته القرائية والثقافية في علوم الدين وتراث السلف. وقال مندوب دار الأمان المغربي إيهاب علي غازي في حديثه إلى "الوطن" عن ضعف الإقبال على المعرض الذي يدخل يومه ال11 دون أن يحقق قوة شرائية جيدة: إن المعرض من الناحية التنظيمية جيد، إلاّ أنه تجارياً دون المستوى المطلوب، مضيفا "لم نأت لنخسر وإن كنا حريصين على دعم الحراك الثقافي بالمدينةالمنورة". وعزا غازي أسباب ضعف الإقبال على المعرض إلى ضعف الدعاية التي صاحبت فعالياته، وكذلك تباين اهتمام الناس بالقراءة من مدينة لأخرى، مؤكداً أن ضعف الإقبال يكشف أن اهتمام المدينة بالقراءة ليس مثل اهتمام الرياض التي يعد معرضها الدوالي الذي يقام كل عام من أنجح المعارض على مستوى الوطن العربي، وأضاف أن قرب أهالي المدينةالمنورة من المسجد النبوي جعل ثقافتهم سماعية تعتمد على دروس المسجد أكثر من أي شيء آخر. وفيما إذا كان لغلاء أسعار بعض الكتب دور في ضعف الإقبال، أشار إلى أنهم في المدينة يبيعون الكتب بسعر أرخص من أي مكان آخر تقديراً لمكانة المدينة وأهلها، وقال: نحن لم نفقد الأمل وما زلنا ننتظر نزول المؤسسات التعليمة والثقافية للمعرض لتدعيم القوة الشرائية فيه. وفيما بدا أن موقع المعرض هذا العام بالقرب من المسجد النبوي كان محل رضا معظم أصحاب دور النشر، يرى مندوب دار الآفاق العربية المصرية أنه ربما يكون لإقامة معرض الجامعة الإسلامية قبل شهر دور في ضعف القوة الشرائية في معرض جامعة طيبة الدولي للكتاب والمعلومات، مشيراً إلى أن سقف مبيعاتهم في اليوم ربما لا يجعلهم يحققون حتى قيمة إيجار الجناح ومصاريف الشحن. رئيس تحرير مجلة "جدل" السورية ورئيس "دار نينوى" الروائي أيمن الغزالي وصف في حديثه إلى "الوطن" تنظيم المعرض ب"غير الجيد" لكون جامعة طيبة – برأيه -أوكلت مشروع المعرض بالكامل للشركة المنظمة، مشيراً إلى أن ذلك يعد خطأ لأن المفترض – برأيه أيضاً - أن تكون الجامعة مشرفة بشكل كامل على المعرض لأن الشركة المنفذة غايتها الربح المادي بينما غاية الجامعة تكمن في إقامة احتفال فكري ثقافي، إلاّ أنه أشاد بموقع المعرض لوقوعه وسط البلد في متناول الجميع من العابرين والمسافرين. وتميز معرض هذا العام على الرغم من قلة رواده في جميع فتراته بوجود عدد واسع من الكتب المترجمة حيث خصصت دور نشر مصرية أرففها لتقديم أحدث نتاجات الفكر الغربي على جميع المستويات الثقافية، إضافة إلى حرص عدد من الناشرين على توفير الكتب الجامعية المتخصصة في الجوانب العلمية والفكرية والإعلامية.