في آخر أيام ملتقى القصة القصيرة بأدبي الباحة تقاطعت الرؤى النقدية مع المشاعر الذاتية، ففي حين رثى البعض قصيدة وشعراء النثر وناشدهم الاستعاضة عنها بكتابة القصة القصيرة كونها فناً أنهى قصيدة النثر. ذهب الناقد حسين المناصرة إلى أن تداخل الخاطرة بالومضة بالحكي يشكل على كتاب القصة الجدد وشعراء قصيدة النثر المعاصرين. فيما تحفّظ الدكتور محمد ربيع على رؤية المناصرة، مشيراً إلى أن لكل فن شروطه ومعاييره، وأكد القاص عمرو العامري أنه ورث كتب والده داخل سحارية خشبية فتقاسم والفئران إتلاف الكتب وأتلفت والدته ما تبقى من الكتب ظنا أنها مقدسة. وقدم السارد حامد العباسي قصصاً شعبية بنكهة قروية ضمّنها عبقا من الماضي القريب كان مسرحها الجبال والمساريب التابعة للقرية النابضة بحياة الطفولة، فيما صنّف فهد المصبح القصة إلى قصة وعي وقصة لا وعي. وقدم عبدالله ساعد المالكي نصين «الجنبية» و«ليلة الحناء»، فيما تناولت الناقدة الدكتورة ريم الفواز (المرجع وانفتاح الدلالة في القصة القصيرة السعودية) ذهبت فيها إلى أن البحث في مرجعيات القصة القصيرة متعدد الأبعاد والاتجاهات باعتبارها تتمحور على لعبة الإدهاش وإرباك المتلقي من خلال بلاغة الإيجاز، مضيفة أن معنى النص يتجلى في الحكاية على هيئة فرضيات واحتمالات يتقدم بها القارئ. ويرى يوسف العارف أن اللاوعي هو القراءة من الذاكرة وبدون هذا الأسلوب لن تصل إلى الجمهور، مضيفاً أن الخبرات الشخصية والخبرات المكانية لها دورها في تعزيز قدرات القاص.