القاص والناقد ناصر الجاسم لم يكن مجرد مشارك في فعاليات ملتقى القصة القصيرة جداً في سوريا، بل كان خلال هذا العام والعام المنصرم مساهماً فعالاً في تنظيمه.. وعلى أنه لم يقدم ورقة مستقلة في هذا الملتقى كونه باحثا وناقدا في هذا الفن إلا أنه أدار الليلة المفتوحة للمشاركة السعودية حيث حظيت تلك الأمسية بقبول لدى المتلقي كون المشاركات جاءت متنوعة. وبعد رجوعه من الملتقى تحدث الجاسم ل (ا ليوم) حول الملتقى والمشاركين حيث قال في البداية إن الملتقى في هذا العام يعد أكثر نضجاً من الملتقيات السابقة، فقد ترسخت عناصر وتقنيات الكتابة لدى الكثير من المشاركين.. وخفتت النبرة الانفعالية الحماسية لدى النقاد والكتاب على السواء، وفي الطريق إلى التلاشي والضمور حجم المعارضة من قبل الصحافة الأدبية لهذا الفن. وأضاف الجاسم لقد ازدادت شعبية هذا الشكل الأدبي في هذا الملتقى، إذ وزع في الملتقى أكثر من كتاب يتحدث عن هذا الفن، منها التطبيقي ومنها النظري، فقد أصدر د. يوسف حطيني كتابه الثاني في هذا المجال، وأصدر الناقد سليم عباسي كتاباً مماثلاً. من جهة أخرى وزع مجموعة من كتاب القصة مجموعاتهم الجديدة مثل القاصة عبير درويش والقاص مصطفى حرويل والقاص صبري رسول، الأمر الذي أبان عن نضج فني في هذه المجموعات، وهو ما يحسب لهذا الملتقى. وعن اختيار المشاركين قال الجاسم لقد تم اختيارهم بمراعاة التنوع في التجارب والبيئات فالقاص طاهر الزارعي لا يكتب غير هذا الفن وشارك في الملتقى دون أي تاريخ سردي في حين أن القاص أحمد القاضي يعتمد على الشعرية كثيراً في قصصه ويقدم القصة القصيرة جداً - الومضة، وذلك من خلال تعامله مع فن التصوير الفوتوغرافي حيث أنه ملم بهذا الفن. أما القاص زياد السالم فقد زاوج في مشاركته ما بين تقنيات كتابة قصيدة النثر وتقنيات كتابة القصة القصيرة جداً ولازم بين تقنيات الجنسين ملازمة عفوية. أما بالنسبة للقاصة هيام المفلح فقد كانت موضع إشادة من قبل المتلقي السوري والأكثر تواصلاً مع تجربتها، فقد كانت معروفة لدى النقاد السوريين. ومن جهة أخرى فإن تنوع هذه البيئات جاء بشكل متكامل حيث أن القاصة هيام المفلح تمثل تجربة المرأة الكاتبة فيما طاهر الزارعي يمثل بيئة الأحساء وزياد السالم يمثل بيئة الشمال فيما أحمد القاضي يمثل البيئة الجنوبية. أما بالنسبة لاختيار القاص علي زعلة فقد جاء عطفاً على ماقدمه من دراسات في الصحافة المحلية والعربية خلال العامين الماضيين، فهو صوت شبابي واعد في مجال الدراسات النقدية وكذلك لقربه وملامسته لهذه التجربة. ونفى الجاسم أن يكون الاختيار قد تم لوجود صداقات بينه وبين من مثل المملكة هذا العام، فهم لم يشاركوا أيضاً في العام الماضي، مؤكداً أنه تم دعوة القاص جبير المليحان والقاص فهد المصبح على مدى عامين متوالين ولكنهما رفضا لظروفهما الخاصة، ونعمل في العام القادم على دعوة كتاب وكاتبات آخرين ومن أجيال وبيئات مختلفة، حيث أبدى القاص عبدالعزيز الصقعبي في أن يكون ضيفاً في العام القادم. ودعا الجاسم الكاتبات في هذا الفن إلى أن يحذون حذو القاصة هيام المفلح في المشاركة. عبدالعزيز الصقعبي