إن لي والأستاذ إبراهيم خفاجي المولود عام 1345ه وخريج مدرسة اللاسلكي عام 1364ه ذكريات كالعسل المصفى ستظل تدغدغ مشاعري كلما سمعت أغنية من أغانيه التي غناها له كبار الفنانين السعوديين والعرب. تعرفت على الأستاذ خفاجي - عليه رحمة الله - في شهر رجب من عام 1386ه في مكتبه بوزارة الزراعة، إذ كانت ل«عكاظ» قيمة إعلانات متراكمة لدى بعض الوزارات والإدارات التي مقرها الرياض، ولما كنت يومها رئيس تحرير الصحيفة ومدير إدارتها بالوكالة عن الشيخ عمر عبدربه - رحمه الله - فقد كلفني بالسفر للرياض لتحصيل ما أمكن من قيمة الإعلانات، وكان من بين المطلوب منها بعض المبالغ وزارة الزراعة. وقبل أن أتوجه لوزارة الزراعة سألت صديقي الأستاذ طاهر مفتي مدير الإدارة المالية بوزارة الإعلام عن المسؤول المالي بوزارة الزراعة؟ فقال: حبيبنا الأستاذ إبراهيم خفاجي لا بد أنك تعرفه؟ وعلى الفور توجهت إليه ورحب بي وعندما عرف مطلبي قال: ليتني فزت بإيصال المبلغ إليكم في «عكاظ» فلعلكم تنشرون ما أنظم من الشعر! وعلى الفور جهز لي أوامر الصرف وقلت له يسعدنا في «عكاظ» أن ننشر إنتاجك. وعلى امتداد السنوات إلى العام الماضي ظل تواصلنا ثم أسكته المرض لكن أحب أن أقول إن جميع قصائده التي تغنى بها الفنانون ولدت ملحنة. اشتهر بأنه وضع النشيد الوطني للمملكة، والقصة كما لخصتها من «الويكيبيديا»: «أن الملك خالد بن عبدالعزيز – يرحمه الله – قام بزيارة إلى جمهورية مصر العربية، وأثناء استقباله من الرئيس المصري محمد أنور السادات، أعجب الملك خالد بالنشيد الوطني المصري، فقال لوزير الإعلام السعودي آنذاك الدكتور محمد عبده يماني - رحمه الله - أليس لنا نشيد وطني؟ واقترح الأمير عبدالله الفيصل - يرحمه الله - على القيادة وأصحاب الشأن تكليف الشاعر المكّي إبراهيم خفاجي كتابة النشيد، وما إن علم خفاجي بالرغبة الكريمة حتى استعد لها، توفي الملك خالد عام 1402ه فتأخر تنفيذ الفكرة. بعدها أُبلغ الخفاجي برغبة الملك فهد بن عبدالعزيز - يرحمه الله - بكتابة النشيد خاليا من اسم الملك مع مراعاة الدين والعادات والتقاليد، وقد قضى الخفاجي ستة أشهر في إعداد نص النشيد، ثم سُلم النص للموسيقار السعودي المعروف سراج عمر الذي كلف بتركيب نص النشيد وتوزيعه على موسيقى السلام الملكي. وعندما سمع الملك فهد النشيد أعجب به ومنح إبراهيم خفاجي شهادة البراءة والوسام الملكي الخاص بذلك». رحم الله فقيد الوطن الشاعر الفذ إبراهيم خفاجي، وألهم أهله ومحبيه الصبر وجميل العزاء. السطر الأخير: سارعي لل مجد والعلياء.. مجِدي لخالق السماء.. وارفعي الخفاق الاخضر.. يحمل النور المسطر.. رددي الله أكبر يا موطني.. موطني عشت فخر المسلمين.. عاش المليك للعلم والوطن.