من المفهوم المبسط للأمن الغذائي، توفير الغذاء الجيد وبكميات كافية للمواطنين والأجيال القادمة، وأهم ما يتهدد الأمن الغذائي، ظهور البذور المعدلة وراثيا وما لها من تأثير خطير على صحة الإنسان والتغيرات المناخية والكوارث البيئية والحروب المدمرة، وتشير التقارير إلى أنه سيكون هنالك في عام 2030م وعام 2050م والفترة ما بين (2080م-20100م) أزمات وكوارث بيئية تؤثر على إنتاج الغذاء على مستوى العالم، واتخذت دول عدة خطوات لتحقيق الأمن الغذائي لمواطنيها، بإنتاج البذور الطبيعية غير المعدلة وراثيا وذات الإنتاجية العالية، وإنشاء معاهد ومراكز متخصصة في الأبحاث الزراعية مهمتها الحفاظ على البذور الطبيعة وإنتاج سلالات طبيعية منها ذات إنتاجية عالية، ومقاومة للآفات الزراعية، وكذلك إنشاء بنوك للبذور لحفظ ما يكفي من البذور، في حال حدوث تغيرات وكوارث بيئية أو اندلاع حروب مدمرة، ونحن في السعودية نعيش بيئة صحراوية قليلة الإنتاج للغذاء، وكذلك في منطقة معرضة للكوارث البيئية مستقبلا وأيضا منطقة تتخلها صراعات من المرجح أن تندلع بسببها حروب طاحنة، وعليه فلا بد لنا من العمل سريعا على تحقيق الأمن الغذائي، وذلك يتطلب منا القيام بأمور عدة، أولها التركيز على المحاصيل الأساسية لدينا وأولها إنتاج التمور، وثانيا التركيز على الزراعة في المناطق التي بها كميات ماء كبيرة ومنها جازان والجوف وعدة مناطق أخرى، كذلك العمل سريعا على إنشاء هيئة زراعية مهمتها إنتاج البذور الطبيعية ذات الإنتاج الوفير، يقع تحت مظلتها مركز متخصص في البحث العلمي لإيجاد بذور طبيعية ذات إنتاج عالٍ ومقاومة للآفات الزراعية، وأيضا إنتاج مبيدات طبيعية لمكافحة الآفات الزراعية، بدلا من المبيدات الحشرية الكيميائية والتي ثبت ضررها على الإنسان، كل هذا من أجل توفير البذور الطبيعية ذات الإنتاجية العالية، والمقاومة للآفات وكذلك المبيدات الحشرية الطبيعية لمزارعينا، وإنهاء اعتمادهم على استيراد البذور من الخارج، والخطوة المهم الأخرى هي بناء بنك لحفظ البذور يقع تحت مظلة الهيئة الزراعية، ومن مطلبات بناء مثل هذا البنك أن يكون في منطقة باردة وجبلية لأجل الحفظ الجيد للبذور، وحماية المخزون من البذور في حال حدوث كوارث بيئية، أو اندلاع حروب مدمرة، وأنسب مكان لبناء مثل هذا البنك هو المنطقة الجنوبية لكونها منطقة باردة معظم أيام السنة، ولا ننسى أن إنشاء مركز متخصص لإنتاج البذور وتطويرها أمر مكلف، فلا يخرج لنا أحد المتفلسفين بدعوى ترشيد الإنفاق، فمثل هذه المشاريع مكلفة جدا، ولا مجال للترشيد في نفقاتها وهذا أمر ينطبق على بناء بنك للبذور، وأمر مهم آخر لابد لنا أن نستفيد من أبنائنا الذين ابتعثناهم للخارج للدراسة، ونالوا أعلى الدرجات العلمية وأثبتوا جدارتهم للعمل في هذه المشاريع، بدلا من الاعتماد على الأيادي الأجنبية فلن يخاف ويحرص على مصلحة بلدنا إلا أبناؤنا، وأخيرا أمننا الغذائي في خطر فهل من مجيب.