قدم المدير العام لقناة العربية الأستاذ تركي الدخيل، يوم (الأربعاء) 11 ربيع الأول 1438ه محاضرةً بجامعة كولومبيا في مدينة نيويوركبالولاياتالمتحدةالأمريكية تتناول نظرة الإعلام عن المملكة بين الحاضر والماضي، وذلك ضمن فعاليات مبادرة «جسور»، التي ينظمها مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي «إثراء»، وتهدف إلى دعم التواصل الحضاري بين المملكة والعالم عبر اتاحة الفرصة لمجموعات من المثقفين والفنانين لعرض أعمالهم وتجاربهم للجمهور الأمريكي في مجالات متنوعة. وتضمنت المحاضرة، التي حضرها عدد من الأكاديميين و المهتمين في الشأن الإعلامي، عرضاً لمجموعة من الأحداث والموضوعات التي تظهر طبيعة تعاطي الإعلام العالمي مع ما يحدث في المملكة العربية السعودية، وعن خصوصية المملكة في نشأتها وتطورها قال: «بالنسبة لنا كسعوديين فإننا فخورون جدًا بأننا لم نتعرض إلى استعمار سابق، لقد ولدنا أحراراً وعشنا أحراراً وسنبقى أحراراً، لدينا منظومتنا المختلفة جدا عن الآخرين، لدينا خصوصيتنا التي قد تغضب البعض، وقد تستعصي على المحللين والأكاديميين الذين يضعون نقاطا ويقيمون عليها تجارب الأمم». وعن رؤية المملكة المستقبلية ذكر الدخيل أن «السعودية كما تعلمون، مركز ثقل ديني وحضاري وثقافي واقتصادي، وبالطبع قبل ذلك كله نسيج اجتماعي معقد يصعب تفكيك معادلة فهمه في محاضرة قصيرة، لكن الذي أريد قوله أو نريد قوله في السعودية الجديدة اليوم هو أننا لانطمح إلى أقل من تقديم نموذج للسلام والتسامح في الشرق الأوسط، للرفاه، لتوزيع الثروة، لمحاربة الفساد، لتمكين المرأة، وتطوير الفنون وإرساء مبدأ العدل، وكل ذلك ضمن إطار فهمنا لديننا فهما حنيفاً مسالماً يتقدم بالتنمية والنقد الداخلي مع الاستعانة بتجارب الآخرين، كل هذا كي نقول أننا مجتمع ديناميكي شاب متحرك بقيادة ترى المستقبل بعين الصانع والفاعل الحقيقي». واستعرض الدخيل للجمهور الأمريكي جزءًا من تجربته الشخصية في المجال الإعلامي والثقافي ضمن حوار مفتوح بعد المحاضرة، والتي بدأت في عام 1989م، حتى احترف الصحافة عام 1994م، وعمل في عدد كبير من الصحف والمؤسسات الإعلامية وكان آخرها صحيفة «الحياة» التي عمل بها كمحررٍ سياسي في السعودية 1995 – 2002م، كما أسس موقع «جسد الثقافة»، الذي يعنى بالأدب والفنون الكتابية والبصرية، بالإضافة إلى تقديمه البرنامج الحواري الشهير «إضاءات» على قناة «العربية»، وإذاعة بانوراما، منذ عام 2002م وحتى عام 2012م. كما حصل الدخيل على مجموعة من الجوائز والإشادات كان منها جائزة مؤسسة أمريكا للإعلام الخارجي في واشنطن، لجهوده في تطوير المجتمع المدني ونشر التسامح، وحقوق المساواة بين المرأة والرجل، وحماية حقوق الأقليات في عام 2014م، وجائزة «رواد التواصل الإجتماعي فئة الإعلام» ضمن قمة رواد التواصل الإجتماعي في دبي عام 2015م، بوصفه من أهم الإعلاميين المؤثرين على قنوات التواصل الإجتماعي. وفي العام 2016م حاز على جائزة فئة «تغيير المفاهيم والتصورات»، من منظمة اليونسكو بالشراكة مع ست مؤسسات عالمية، وذلك ضمن حفل تكريم «أبطال الحملة العالمية ضد التطرّف العنيف»، في نيويورك، على هامش الجلسة 71 للجمعية العامة للأمم المتحدة، كما اختارته «فوربس» ضمن قائمة أهم 100 شخصية عربية شهيرة في عام2017م. الجدير بالذكر أن مبادرة «جسور» تشمل أربعة برامج هي برنامج «جسور الحوار» الذي يقدم النخب السعودية للحوار حول تجاربهم ومشاريعهم، وقد أقيمت 77 مناسبة في 20 ولاية أمريكية و28 مدينة بحضور أكثر من 7000 شخص، و«المعارض الفنية السعودية» التي تقام في أبرز المتاحف والمراكز الفنية في الولاياتالمتحدة حيث تم تقديم 6 معارض فنية في 6 ولايات بحضور أكثر من 25,000 ألف شخص، و«مهرجان الأفلام السعودية» للاحتفاء بصانعي الأفلام السعودية من خلال عرض أعمالهم في المهرجانات العالمية بحضور ما يقارب ألف مشاهد، و«الجولة الكوميدية» لتقديم عروض كوميدية سعودية والتي شارك فيها حتى الآن 5 فنانين كوميديين سعوديين بواقع 10 عروض حضر فيها حوالي 2000 شخص في 5 ولايات.