لم تكن الهواتف المحمولة منتشرة كما هي اليوم قبل عقدين من الزمن، ناهيك عن كون الحواسيب والإنترنت شيئاً غير مألوف. ولكن هذه التطورات التكنولوجية السريعة، إلى جانب ظهور وسائل التواصل الاجتماعي، أدت إلى ظهور فرص اقتصادية جديدة وتراجع الفرص التقليدية. وهذه التغيرات لها تأثير كبير على مصادر الدخل في المملكة وخارجها. إن الشركات الناشئة التي تعتمد على التقنيات المتطورة - مثل شركتنا - هي جوهر هذا التغيير، وهي التي تقوده من خلال تقديم المزيد من الخيارات والراحة للمستهلكين. ومع نمو هذه الشركات، لم يكتف الأشخاص حول العالم بالمرونة التي يمكن أن توفرها هذه الفرص فحسب، بل ساعدوا أيضاً على إحداث فارق اقتصادي ملموس، ما قد يفتح فرصاً جديدة للباحثين عن عمل. تزداد فائدة هذه الشركات في المملكة العربية السعودية. ومثل العديد من الاقتصادات سريعة النمو والناشئة، فإن أغلب سكان المملكة حالياً هم من الشباب دون سن ال 30. ويسعى برنامج التحوّل الوطني للمملكة العربية السعودية، الذي يركز على «سعودة» فرص العمل كإحدى أولوياته، على مساعدة الشباب في إيجاد الفرص الاقتصادية التي يسعون إليها، إذ يهدف إلى إيجاد 450 ألف وظيفة في القطاع الخاص بحلول العام 2020. وتتمثل ميزة كافة الأسواق الجديدة التي تعتمد على التكنولوجيا في أنها لا تقدم أو تسهل عمليات إنتاج جديدة فحسب، بل بأنها قد أعادت تعريف عدة صناعات بوضوح وبشكل عميق، لا سيما من حيث المشاركة. ففي سياق عمل شركتنا، نحن نسعى لزيادة الفرص الاقتصادية في المنطقة بطريقة تسمح للسائقين الشركاء تخطيط جدول أعمالهم واستعمال تقنياتنا للتنقل في مدنهم، ليكسبون أجرتهم على راحتهم. ومنذ إطلاقها في الرياض أوائل العام 2014، تجاوز تأثير «أوبر» المعتمد على التكنولوجيا مجرد توفير الراحة في التنقل، ما أحدث فرقاً ملموساً في البنية التحتية للنقل في المدينة. وإدراكاً للدور الذي تلعبه «أوبر» في المملكة، فقد منحتها هيئة النقل العام في المملكة العربية السعودية أخيراً شهادة التوافق مع الأنظمة والمعايير. في أوائل هذا الشهر، وبرعاية معالي رئيس هيئة النقل العام الدكتور رميح بن محمد الرميح، أعلنت «أوبر» تسجيل أكثر من 140،000 شريك سعودي في التطبيق - وهو رقم أعلى بكثير من الذي كان المتوقع وصوله عام 2020 والمقدر ب 100،000 سعودي. تخفيف الازدحام وزيادة خيارات المستهلكين وإيجاد فرص اقتصادية للشباب والمساهمة في تحقيق نمو اقتصادي أسرع من البدائل المتاحة - هذه ليست سوى بعض من الفوائد التي تستطيع توفيرها الشركات مثل «أوبر» إلى مدن العالم. ويعود الفضل الأكبر لهذا النجاح إلى كون «أوبر» تربط الأشخاص بوسائل نقل آمنة وموثوقة وبأسعار معقولة في كبسة زر، حيث يقدم التطبيق ميزات مثل التحقق من السائق وتعيين موعد الرحلات ومشاركة الوقت المقدر للوصول مع عائلتك وأصدقائك. سيساهم هذا النجاح في ظهور ميزات وابتكارات جديدة من خلال التكنولوجيا، والأهم من ذلك، الفرص التي يمكن للاقتصادات الرقمية أن تقدمها. نعمل باستمرار على تقديم ميزات تقنية جديدة من شأنها تحسين حياة الناس اليومية، وإحدى هذه الميزات هي «Virtual OnBoarding»، التي تسهل عملية استخدام التطبيق للسائقين الشركاء. سيكون هناك تحديات حتى نحقق هدفنا النهائي: سيناريو مثالي يتيح للسائق الشريك استكمال عملية الاشتراك في تطبيق «أوبر» صباحاً وبدء العمل في اليوم نفسه، واستعمال المال الذي كسبه في الليلة نفسها. بينما في السابق كان على السائقين أن يذهبوا إلى مكتب «أوبر» المحلي وتقديم الأوراق إلى مدير العمليات لإنشاء حساب، ولكن ميزة «Virtual OnBoarding» ستجعل عملية الانضمام سهلة وسريعة ومريحة. وعلى الصعيد العالمي، نواصل العمل على خدمات جديدة مثل «UberPOOL»، خدمتنا الناجحة لمشاركة المركبات «UbePOOL»، الذي يطابق بين المستخدمين والسائقين الشركاء المتجهين في الاتجاه نفسه، ما يسمح لهم بمشاركة كلٍ من الرحلة والتكلفة. إن زيادة شعبية التطبيقات حسب الطلب مثل «أوبر» تبعث برسالة أوسع لسكان المملكة العربية السعودية من الشباب ورواد الأعمال والشركات: تدرك المملكة أنّ بناء مستقبل زاهر يستدعي وجود بيئة حاضنة لروّاد الأعمال والمشاريع المبتكرة كي يتبادلوا الأفكار الملهمة ويحفزوا بعضهم البعض. * المدير العام لأوبر السعودية zhreis@