بعدما غمرت مياه الأمطار عددا من الشوارع الرئيسية والميادين والإنفاق بجدة، وتسببت في وفاة شخص إثر انهيار جزء من جدار مسكنه، فيما نجا 3 آخرون، حسب ما أكده المتحدث الإعلامي لمديرية الدفاع المدني بمنطقة مكةالمكرمة العقيد سعيد بن سرحان، ضجت مواقع التواصل الاجتماعي بالأسئلة الموجهة لأمين جدة المهندس هاني أبوراس حول غياب مشاريع تصريف مياه الأمطار ودرء أخطار السيول، لتأتي إجابته: «امنحوني الفرصة.. وسأرد عليكم، أنا حاليا في الميدان». وكانت مياه الأمطار، قد أعاقت انسيابية السير في عدد من الإنفاق والميادين، إثر تحولها إلى بحيرات مائية، ما شكل خطورة على الأهالي، فيما وصف البعض وعود الأمانة بأنها حبر على ورق، إذ لم تسهم في التخفيف من المعاناة، في إشارة إلى تقصير الأمانة والجهات ذات العلاقة بمشاريع تصريف المياه. يأتي ذلك في وقت استقبلت فيه مراكز التحكم والتوجيه بالدفاع المدني نحو 1989 بلاغاً بمناطق (مكةالمكرمة، المدينةالمنورة، تبوك، والجوف) من أمس الأول (الإثنين) وحتى صباح أمس (الثلاثاء)، فيما أكد المركز الإعلامي بالدفاع المدني أن معظم البلاغات تركزت في مكةالمكرمة بواقع 1425، وفي المدينةالمنورة 542، وفي تبوك 16، وفي الجوف 6 بلاغات. وبلغ عدد المحتجزين الذين تم إنقاذهم (481) شخصا، منهم (400) في مكةالمكرمة، و(54) في المدينةالمنورة، و(19) في تبوك، و(8) في الجوف، مشيراً إلى أن أغلب الاحتجازات كانت داخل المركبات، حيث بلغ عدد المركبات التي تم إخراجها (41) مركبة، كما تم إخلاء وإيواء (10) أسر. فيما، أغلقت الجهات المختصة صباح أمس (الثلاثاء) 7 مواقع وأنفاق في جدة، وصفت بأنها الأكثر تضررا، فضلا عن رصد النقاط الحرجة التي تشهد عادة تجمعات كبيرة للمياه في موسم المطر. بينما انتشرت الدوريات الأمنية والمرورية والدفاع المدني وأجهزة الأمانة والكهرباء وكافة الجهات ذات العلاقة، واستنفرت جهودها واستعداداتها مع بداية هطول الأمطار منذ الصباح الباكر، إذ كانت البداية في شمال جدة. وأعلنت غرفة العمليات الأمنية الموحدة بمنطقة مكةالمكرمة عبر حسابها الرسمي في تويتر استقبال ما يقارب 11 ألف اتصال وبلاغ على الرقم الموحد 911، خلال الساعات الأربع من بداية هطول الأمطار إلى قبل الظهر، مشيرة إلى أن الاستفسارات شملت السؤال عن الطرق السالكة، ومتابعة حالة الأمطار، فضلا عن بلاغات محدودة عن حدوث التماسات كهربائية. من جهته، أكد الكابتن مدير ميناء جدة الإسلامي عبدالله بن عوّاد الزمعي ل«عكاظ» إيقاف الحركة الملاحية بالميناء لمدة أربع ساعات، منذ الثامنة صباحا، وحتى الثانية عشرة ظهرا، نظرا للتقلبات الجوية المصاحبة للأمطار، وارتفاع سرعة الرياح النشطة التي تجاوزات 35 عقدة وانخفاض مدى الرؤية الأفقية. وبين أن أربع سفن فقط تأخرت في الدخول والخروج من الميناء بسبب إغلاقه، رغم وجود 19 سفينة لحظة إيقاف الحركة الملاحية في الميناء، إضافة إلى وجود 13 سفينة أخرى بمنطقة الانتظار. وأنهى حديثه قائلا: استؤنفت الحركة الملاحية بالميناء، وتحركت السفن كافة، بمجرد انخفاض سرعة الرياح وتحسن مدى الرؤية الأفقية. وكشف مدير العلاقات العامة في مطار الملك عبدالعزيز الدولي تركي الذيب تأخر إقلاع خمس رحلات عن مواعيدها المقررة، بسبب تأخر وصول الركاب وقادة الطائرات في الموعد المحدد، نتيجة إغلاق عدد من الطرق السريعة المؤدية للمطار لتعرضها لمياه الأمطار. وأضاف الذيب ل«عكاظ» أن حركة الرحلات القادمة إلى مطار الملك عبدالعزيز طبيعية، ولم تتأثر بطبيعة الأجواء وهطول الأمطار، كما لم تحول أي منها إلى مطار آخر. مهيبا بالمسافرين التواصل مع شركات الطيران، للتعرف على أية مستجدات تطرأ على مواعيد الرحلات. يأتي ذلك في وقت تعرض فيه مبنى الأرصاد بمطار الملك عبدالعزيز الدولي لصاعقة رعدية، أصابت جزءاً من الأجهزة الهوائية للمبنى، وجار إصلاحها حاليا، علما بأن عمل المركز لم يتأثر، واستمر في استقبال وإرسال التقارير المناخية عبر أجهزة بديلة، لحين إصلاح الخلل. مؤكدا أن المركز استنفر جهود كافة الفرق العاملة في المطار، لمواجهة أي طارئ. وكانت «عكاظ» رصدت أمس من على ارتفاع يراوح بين 1500 إلى 3000 قدم من نافذة طائرة الأمن ما خلفته الأمطار التي هطلت على جدة لتحولها إلى أشبه بمدينة البندقية الشهيرة بممراتها المائية التي تربط بينها الجسور والقنوات المائيّة، وتُستخدَم القوارب للتنقل فيما بينها. وطافت مروحية الأمن في سماء «المدينة الغارقة»، فظهرت تجمعات المياه بمختلف الأماكن، دون ظهور أي سيول منقولة على المحافظة، وكانت الحركة المرورية شبه معطلة في الكثير من الطرق والأنفاق. وأكد قائد طيران الأمن اللواء طيار محمد بن عيد الحربي، أن طائرات الأمن نفذت طلعات جوية عقب توقف الأمطار، لرصد مجاري الأودية والتأكد من عدم وجود محتجزين، إضافة إلى تنفيذ طلعات جوية عادية على مواقع عدة شهدت هطول أمطار غزيرة، مؤكدا عدم تنفيذ أي حالات إنقاذ أو تدخل. هاني أبو راس