ارتفعت حدة التوتر بين باريسوطهران خلال ال 24 ساعة الماضية، بعد دعوة فرنسالإيران إلى مراجعة سياستها الإقليمية وبرنامجها الصاروخي الباليستي، ورفض الأخيرة لهذه الدعوة. وكشف دبلوماسي فرنسي في تصريح ل«عكاظ» أمس (الأحد) أن باريس مقدمة على خطوة مهمة ستكون بمثابة ضربة موجعة لإيران وأنشطتها الباليستية وإستراتيجيتها في المنطقة، ولحظتها سيعرف علي أكبر ولايتي لمن يوجه نصائحه.. في إشارة إلى انتقاداته للرئيس الفرنسي، الذي عبر عن رغبته في أن تكون لإيران إستراتيجية إقليمية أقل عدوانية، معربا عن قلقه إزاء سياستها الباليستية غير المنضبطة. وفي إطار الجهود الدولية للتصدي لأنشطة إيران وذراعها العسكري ميليشيا «حزب الله»، اتفق الرئيسان الأمريكي دونالد ترمب والفرنسي إيمانويل ماكرون، على ضرورة العمل مع الحلفاء لمواجهة أنشطة «حزب الله» وإيران المزعزعة للاستقرار في المنطقة، عقب محادثات بينهما أمس الأول، بحسب بيان للبيت الأبيض. وأفادت الرئاسة الفرنسية بأن ماكرون بحث وسائل تحقيق الاستقرار في الشرق الأوسط وبناء السلام، خلال محادثات هاتفية مع اللاعبين الرئيسيين في المنطقة، إذ أجرى اتصالات مع ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والرئيسين المصري واللبناني، والأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس. وعقب لقاء ماكرون ورئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري (السبت)، أصدر الاليزيه بيانا أكد فيه أن فرنسا ستبذل كل ما في وسعها لإبقاء لبنان بعيدا عن الأزمات الإقليمية والتدخلات الإيرانية، وستبقى على اتصال مع طهران بشأن القضايا الإقليمية، وستعمل على ثنيها عن التدخل في شؤون دول الجوار. وجاء بيان الإليزيه ردا على تصريحات مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي، الذي «نصح فرنسا بعدم التدخل في الأنشطة الباليستية لإيران وإستراتيجيتها الإقليمية». وزعم أنه «ليس من مصلحة ماكرون ولا فرنسا التدخل في القضايا الحساسة جدا لإيران، بدءا ببرنامجها الباليستي ووصولا إلى إستراتيجيتها الإقليمية، لأن مثل هذا التدخل سيؤدي -بحسب زعمه- إلى تشويه صورة فرنسا عند الإيرانيين. وأضاف: نحن الإيرانيين لا ننتظر الإذن من أي شخص لتطوير برنامجنا الدفاعي، برامجنا الباليستية لا تعني ماكرون ولا فرنسا. فلماذا يسمح لنفسه بالتدخل؟ وقد أثارت هذه التصريحات استياء كبيرا في أوساط المسؤولين الفرنسيين الذين يفضلون الرد بالعمل والتنفيذ، وليس بالكلام والتهديد بحسب ما أبلغ الدبلوماسي الفرنسي «عكاظ». ويبدو أن زيارة الحريري إلى باريس بعثرت أوراق طهران، وحولت سهامها باتجاه ماكرون الذي يحاول حل الأزمة، إذ إن الزيارة كانت محاولة فرنسية للحيلولة دون اشتعال أزمة استقالة الحريري المفاجئة، التي تسببت فيها إيران وميليشيا «حزب الله» بتدخلاتهما في لبنان ودول عربية أخرى.