كرم نائب أمير منطقة مكةالمكرمة الطالبة شذى الطويرقي، لفوزها بالمركز الرابع بين 16 دولة شاركت في مسابقة «تحدي القراءة»، التي استضافتها دبي، والقراءة ضرورة لبناء الإنسان معرفياً، وتزيل الجهل، والإنسان كما قيل عدو ما يجهل. أطلقت مكتبة الملك عبدالعزيز في الرياض مبادرة قيمة، إذ سيّرت «مكتبات» متنقلة إلى مواقع وجود المواطنين في الأماكن العامة، كالمتنزهات والحدائق، لنشر ثقافة القراءة والتغلب على «عُسر القراءة» المتفشي بين العامة! ومن أعظم أفعال الخير «نشر المعرفة» بإنشاء المكتبات العامة، بالمعايير العالمية وبالمحتوى المتكامل، وفي المواقع الإستراتيجية وبالأعداد الكافية، وللأسف هناك تصحّر معرِفى، وغياب «ثقافة القراءة»، مع أننا أمة «اقرأ»، عُسر القراءة سببه البيئة المتصحرة والفضاء العام الذي يترك أثراً بليغاً في النفس، والمفارقة الكبيرة بين أعداد المكتبات العامة، وبين ما يشاهده ويعايشه السكان من كثرة الصيدليات بأحجام معارض سيارات، وفي كل شارع، بل أكثر من صيدلية في الشارع الواحد، وكذلك معارض دهن العود الضخمة، مع كثرة المولات والأوتيلات والشقق المفروشة والهايبرات والمطاعم السريعة والعادية والمقاهي والكوفيشوبات وأنواع الدكاكين.. إلخ، مع انعدام المكتبات العامة، إلا مكتبة واحدة، أو اثنتين وفي المدن الكبرى!. محتوى الذكاء الذي نضعه في «برمجيات الذكاء» يتطلب ثقافة عالية، وهي لا تتحقق إلا بوجود بيئة المعرفة، والثقافة، والعلم، والمتمثلة في المكتبات العامة بتلك المعايير الصحيحة، لقد وَقَرَ في نفوس العامة حال الفضاء العام، إذ لا يرون إلا كل ما يخدم البطون والأبدان، والنُّدرة الشديدة فيما يخدم العقول والفكر، فلم يبادر أصحاب رؤوس الأموال من البنوك ورجال الأعمال والأثرياء إلى إنشاء المكتبات العامة، خدمة للمعرفة والعلم ولإزالة أنواع الجهل. استغل الظلاميون قلة وندرة مناهل المعرفة المكتبات العامة لتكريس الجهل، وحتى معارض الكتاب الرسمية السنوية حاربوها! كي يتفردوا بالعامة، بحشو عقولهم بثقافة الظلام والإرهاب والقبور والأكفان، فتسببوا في تخلف السواد الأعظم، حتى أصبح المجتمع استهلاكياً من الدرجة الأولى، يستورد كل شيء ولم يستطع الإسهام في الابتكار والاختراع والتصنيع أسوة بالأمم المتطورة، ولابد من العودة للقراءة، والتغلب على سيطرة الأجهزة الإلكترونية بأنواعها التي أصابتنا بعسر القراءة! [email protected]