32 عاما عاشها الشعب البيروفي الشغوف بكرة القدم وفيه غصة من الأرجنتني صاحب الشعر الأشقر الطويل والناعم ريكاردو غاريكا، بعد أن حرمهم من فرحة التأهل لمونديال المكسيك، على مرأى من 60 ألف مشجع في ملعب المونيمونتال. لا يمكن أن ينسى البيروفيون حين كانت أحلامهم تسبق منتخبهم للمكسيك، بعد أن كانت النتيجة تشير إلى تقدم المنتخب البيروفي بهدفين لهدف، وقبل تسع دقائق من النهاية، ارتدت كرة من دفاع الضيوف، استقبلها مدافع الأرجنتين، وأرسلها طولية قطرية في ظهر الدفاع. تسلم دانييل باساريلا الكرة على صدره بكل هدوء في الناحية اليمنى، وأطلق تسديدة بيمناه، مرت من تحت أيدي الحارس أوزيبيو أكاسوزو، واصطدمت بالقائم الأيمن، لتعود إلى ريكاردو غاريكا ليضعها بكل سهولة في المرمى الخالي، مُهديا بلاده بطاقة الوصول إلى مونديال المكسيك، وحارما الروخيبلانكا منها. غاريكا كاد يكفّر عما فعله، لكن على حساب منتخب بلاده، في الملعب ذاته، حينما التقى المنتخبان قبل شهر تقريبا، وانتهت المباراة بالتعادل السلبي تحت قيادة الساحر الأرجنتيني غاريكا مدربا، لتنجو الأرجنتين من ابنها الذي بدونه لما رفع مارادونا ورفاقه الكأس الذهبية. مهاجم بوكا جونيورز الشهير تحول اليوم لصانع فرح ل30 مليون من أحفاد الأنكا (حضارة البيرو القديمة)، بعد أن حول نهارهم إلى ليل، قبل أكثر من ثلاثة عقود. صدفة لا يمكن أن تحدث إلا في عالم المستديرة، بعد أن أهدى الأرجنتيني الشعب البيروفي فرحة التأهل لكأس العالم 2018 بعد غياب دام 36 عاما، بإنتصار منتخب الروخيبلانكا على نيوزيلاندا بهدفين نظيفين، في الملحق المؤهل للبطولة فجر الخميس. وقد أعرب مهاجم بوكا جونيورز خلال أوائل الثمانينات عن سعادته بالتأهل وقال: «ما فعله اللاعبون مذهل، هذا من أجل الشعب البيروفي». وتطرق المهاجم، الذي استبعده كارلوس بيلاردو من قائمة التانغو لمونديال 86 ليحرمه فرصة التتويج باللقب الأهم في مسيرة أي لاعب، إلى الجمهور بقوله: «دعمونا طوال الوقت، هم استمتعوا وأنا سعيد بذلك».