وجّه الرئيس الأمريكي دونالد ترمب (الأربعاء)، تحذيرا شديدا إلى كوريا الشمالية، مؤكدا أن هذه «الديكتاتورية المنحرفة لا يمكنها أن تبتزّ العالم»، ووعد بممارسة «ضغوط قصوى» على هذا البلد، وذلك في معرض دفاعه عن أهداف رحلته الآسيوية التي طالتها انتقادات. ودافع ترمب عن رحلته الآسيوية التي استمرت قرابة أسبوعين وشهدت حفاوة في العواصم الحليفة لواشنطن، والتي يقول معارضوها إنها حققت إنجازات قليلة. وأكد ترمب أنه حشد بنجاح معارضة لبرامج التسلح الخاصة ببيونغ يانغ. وقال في خطاب في البيت الأبيض غداة عودته من جولة آسيوية ماراثونية تركّزت على حل أزمة كوريا الشمالية أن نظيره الصيني شي جينبينغ وعده بأن يمارس «ضغوطا اقتصادية» على بيونغ يانغ، مشددا على أن "الرئيس شي يقرّ بأن كوريا الشمالية تشكّل خطرا كبيرا على الصين". ولم يتضح ما إذا كان ذلك يعني أن تمضي الصين أبعد من تطبيقها لقرارات مجلس الأمن القائمة ضد بيونغ يانغ. وأوضح ترمب أن شي الذي سيوفد «مبعوثا خاصا» إلى بيونغ يانغ هذا الأسبوع، قدم مقترحا لتجميد المناورات العسكرية الأمريكية في مقابل تجميد برامج التسلح الكورية الشمالية. وتابع "عندما ألقيت خطابا أمام الجمعية الوطنية لجمهورية كوريا قلت الحقيقة بخصوص نظام كوريا الشمالية، وقلت بوضوح إنني لن أسمح لهذه الدكتاتورية المنحرفة بأن تأخذ العالم رهينة مقابل ابتزازها النووي". ولم يصدر تأكيد على الفور من سفارة بكين في واشنطن حول المسألة التي قد تشكل تغييرا مهما في سياسة بكين. وعرض الرئيس السبعيني في خطابه الذي استغرق نصف ساعة محطات رحلته الآسيوية التي استغرقت 12 يوما وأصبحت أطول جولة يقوم بها رئيس أمريكي في آسيا منذ 1991، كما تطرق إلى زيارات سابقة قام بها إلى الخارج منذ تسلمه مفاتيح البيت الأبيض في يناير الفائت. وقال ترمب «أود اليوم أن أبلغ الأمريكيين بنجاح هذه الرحلة وبالجهود التي قمنا بها كي نحقق للأمريكيين الأمن والرخاء هذا العام»، مشددا بالخصوص على المحورين الأساسيين لهذه الرحلة وهما التهديد الكوري الشمالي والتبادلات التجارية بين الولاياتالمتحدة وآسيا. وأضاف أنه خلال محطات رحلته الآسيوية "طلبنا من كل الدول أن تدعم حملتنا الرامية إلى ممارسة اقصى الضغوط لنزع القدرات النووية من كوريا الشمالية". وتابع أن «كل مكان ذهبنا إليه، حيا مستضيفونا الأجانب الوفد الأمريكي بمن فيهم شخصي بحرارة لا تصدق واأاهم باحترام». ويخوض ترمب وأنصاره حربا شرسة ضد انتقادات تتهم رحلته الآسيوية بالفشل. ويشير مؤيدوه لسلسلة من الاستثمارات الآسيوية في الولاياتالمتحدة، والإفراج عن ثلاثة لاعبي كرة سلة كانوا محتجزين في الصين بتهم متعلقة بالسرقة من متاجر، بعد تدخل رئاسي، كأدلة على نجاح الجولة. ولخص السناتور الديموقراطي ادوارد ماركي شعور الكثيرين في معسكر حزبه بقوله إن ترمب فشل في «تحقيق تقدم ملحوظ» في "قضايا اقتصادية وأمنية حاسمة خلال رحلته إلى شرق آسيا". وأوضح أنه "عوضا عن الاستفادة من رسائل الدعم من اليابان وكوريا الجنوبية لأهمية الوحدة الثلاثاء إزاء التهديد الكوري الشمالي، فإن ترمب راح يغرّد حول جهوده لكسب صداقة كوريا الشمالية. إضافة للغضب من تغريدات ترمب، شهدت زيارته أيضا إعلان 11 دولة حليفة في منطقة آسيا الهادئ أنها ستمضي قدما في اتفاقية للتجارة الحرة تعرف باسم الشراكة عبر المحيط الهادئ. وتشكل هذه الخطوة صفعة دبلوماسية ودليلا على أن الأسرة الدولية تتطلع إلى ما بعد القيادة الأمريكية الحالية المتقلبة وذات النزعات القومية. وقال نات اولسون من مركز ستيمسون إن «الولاياتالمتحدة خارج اللعبة»، مضيفا "بينما يتلقب الموقف الأمريكي بين الدفاع و(سياسة) الأرض المحروقة، تسعى دول أخرى فعلا لإعادة رسم المناخ التجاري لصالحها". وأكد أن «التقدم نحو إيجاد بديل (لاتفاقية) الشراكة عبر المحيط الهادئ المثال الأخير» على ذلك.