الأسلوب الساخر الذي ظهر به الإعلاميان أحمد فهمي وأحمد أمين، خلال تقديمهما مهرجاني الجونة السينمائي وتوزيع جوائز السينما العربية، أوحى منذ البداية عن إخفاق في محاكاة المهرجانات العالمية، إذ لم يضف أي منهما قيمة، ولم يكونا على القدر من الإضحاك الذي يمكن معه اعتبار ما قدماه ساخراً وكوميدياً. وبالرغم من المجهود الواضح والصرف المادي ودقة التنظيم التي قفزت بمستوى مهرجانات السينما المصرية إلى العالمية، إلا أن فقرة «المقدم» لطالما بقيت النقطة السوداء التي تخدش جمال المهرجان. ما أثار سخط الجماهير وزاد الطين بلة، التبرير بأنهما لم يفشلا وأن المشاهد لم يفهمهما لأنه غير معتاد على الأسلوب الأمريكي في الفكاهة! هذا العذر تجاهل معه كل من فهمي وأمين أنهما عربيان يقدمان مهرجانات عربية ولجمهور عربي، وكان عليهما إما أن يواكبا الحدث بمسؤولية كاملة من خلال مخاطبة راقية، أو الظهور بما يشفع لهما في الإضافة للمهرجان. فمن قال لهما أن الجمهور لا يعي ذلك؟ تمسكا بجزئية السخرية كجزء من التنويع في التقديم لكنهما أخفقا، فدور مقدم جائزة الأوسكار هو تقليد دائم وبروتوكول خاص من ثوابت المهرجان، شأنه شأن السجادة الحمراء وغير ذلك، لا بد أن يكون مسليا (ENTERTAINER) ليس فقط «خفيف ظل»، يقوم على مواهب كالغناء والرقص وتقليد الشخصيات، أمثال كريس روك، أو هيو جاكمان وغيرهم، وهو ما لم يستوعباه، وكان أمامهما خياران، أن يقدما نفس المستوى بمحتوى مصري، أو التقليد بشكل لائق.