أضحت مؤامرات نظام الملالي في لبنان مكشوفة للقاصي والداني، وأصبح التآمر الإيراني على اللبنانيين أكثر فضائحية وعلى كل لسان عربي. وجاء زلزال استقالة الحريري ليفضح المزيد من المستور، ويكشف حجم المؤامرة ضد لبنان والمنطقة برمتها. وقد تعودت إيران على لغة الخداع والدجل؛ إذ زعم مستشار رئيسها علي أكبر ولايتي، الذي يعد بوقا لخامنئي، أنه لم يهدد رئيس الوزراء اللبناني المستقيل سعد الحريري، وأن طهران تتطلع لعودته لمنصبه، وهو كذوب لأنه والمفسد الأعلى يحملان الحقد والكراهية ليس فقط ضد الحريري والشعب اللبناني، بل ضد كل السنة، ويتمنون السيطرة على مقدرات الأمة اليوم قبل الغد، وهو ما لن يتحقق، لأنه أضغاث أحلام. ويبدو أن ولايتي مصر على تزوير الحقائق وإثارة الفتن والقلاقل وإشاعة حالة من الفوضى في لبنان؛ إذ يعلم الجميع أن حديث ولايتي مع الحريري تضمن تهديدا إيرانيا واضحا له. ولايتى بعدما افتضح أمره يحاول إخفاء سوءته، زاعما أن الحريري عرض عليه استعداده للوساطة بين إيران والسعودية، ولم يشر إطلاقا إلى موضوع التدخل الإيرانى في لبنان.. وهو محض افتراء أيضا، واستقالة الحريري جاءت على خلفية التهديدات الإيرانية للحريري ولبنان. ولايتي الذي اتهم السعودية ظلما وعدوانا بتأجيج التوتر، ادعى أن الرياض «لا تقبل بالصداقة الإستراتيجية» بين طهرانوبيروت، وهو أيضا يكذب لأن السعودية تعاملت مع الأزمة اللبنانية وفق قاعدة الحفاظ على الأمن والاستقرار، ووحدة وسيادة لبنان، وضرورة أن يكون قراره مستقلا بعيدا عن أية تأثيرات إيرانية؛ لأن طهران لا تريد الخير للشعب اللبناني.. فهل هذا التوجه يغضب إيران.. السعودية تتمنى أن تكون العلاقة بين بيروتوطهران قوية، ولكنها ترغب أن لا تتدخل إيران في الشؤون الداخلية لأية دولة عربية، ونحن نعرف جيدا ما أحدثه «حزب الله» عميل إيران الذي اختطف الدولة اللبنانية، وحولها إلى بؤرة إرهابية ومحمية إيرانية، بدعم مهندس الإرهاب نصر الله وميليشياته الطائفية، الذين حولوا لبنان إلى ساحة لتصفية الحسابات والتدمير والقتل في سورية، ودعم ميليشيا الحوثي بالتنسيق مع الباسيج الإيراني الإرهابي. لبنان سينتصر على نظام الملالي.. وسيظل لبنان بلدا عربيا حرا.. لقد كشف «لقاء السرايا» بين الحريري وولايتي سوءة الأخير.. التي كانت مفضوحة أصلا.