أسمع بالمثل القائل «يا ما جاب الغراب لأمه» ولا أعرف ما هو الشيء الذي قدمه الغراب لوالدته حتى نضرب به المثل، لأن الغربان لا تعيش في الكويت، ولكنني اكتشفت أن لدينا غربانا بشرية، وعرفت ما هو الشيء الذي أتت بها لأمهاتها ولأهلها. أحد تلك الغربان هو نائب كويتي سابق يطلقون على عائلته لقب «كينيدي»، لأن منهم نوابا سابقين ووزيرا، ولكن أحدهم أصبح مادة كوميدية لشباب الكويت بسبب تصريحاته التي لا تدخل العقل، حتى لو حاول دهنها ب(الكريم) الذي صنعته الفرنسية «جوليت كيواي». فهو صاحب تصريح أن قائد قوات التحالف الدولي أثناء تحرير الكويت الجنرال الأمريكي شوارسكوف طلب أن يلتقي به لإعجابه به حين كان ضابطا في الجيش الكويتي، علما بأن زملاءه يلقبونه «ناصر كارجو»، لأنه ترك موقعه وهرب وهو من ذكر لفظيا في لقاء تلفزيوني بأن صوت أقدامه كان يهز الدبابات العراقية أثناء تحرير الكويت، فكل ما قاله هذا المسكين عن نفسه مقبول نوعا ما بسبب تأثره بأفلام الكارتون والرجل الأخضر. ولكن المصيبة أن «غراب آل كينيدي» قد نعت أجداده بصفة مكروهة، وهو لا يعلم أنه قد ألحق بهم تهمة الكذب، فقد زعم الغراب أن أحد أجداده قد قام بتقديم مبلغ 2000 روبية لأحد قادة الدول الخليجية في فترة العشرينات من القرن الماضي. بهذا التصريح الغريب الذي لا يقبله عقل إنسان يكون هذا الغراب المسكين قد وضع نفسه بين أمرين، فإما أنه يكون كاذبا أو أنه سمع تلك القصة نقلا عن جده ويكون جده هو الكاذب، وبهذا يكون المسكين قد أتى لعائلته ما أتى به الغراب لأمه بسبب نعيقه. أدام الله من حاول تضبيط كذبته ليصدقها الناس، ولا دامت الغربان الناعقة على خراب عشها وتقدمه لأهلها.