تمثّل الشماسية أحد أهم المحافظات وأقدمها على مستوى منطقة القصيم، إذ تبعد عن مدينة بريدة 28 كم، وتشتهر بالزراعة، التي تعتبر المصدر الرئيسي للأهالي. ويتبع الشماسية عدد من المراكز أهمها الربيعية والنبقية وأم سدرة، وتحضر فيها أماكن الصيد منذ القدم، كما تعد البوابة الشرقية لمنطقة القصيم، للقادمين من الرياض، ويبلغ عدد سكانها أكثر من 10 آلاف نسمة خلاف الأهالي الذين يوجدون في المناطق والمحافظات المجاورة إما للعمل أو بحثا عن الخدمات، التي وإن تحسنت وتوفرت في السنوات الأخيرة، إلا أنها ما زالت دون المأمول، فالمحافظة بشكل عام ينقصها الكثير الذي تحتاجه. من خلال جولة «عكاظ» وجدنا الحدائق والمسطحات الخضراء، لكننا لم نجد مستشفى يستوعب العدد الكبير من سكان وقاصدي المحافظة، وخدمات كالهلال الأحمر غير موجودة رغم كثرة الحوادث، خصوصا على الطريق الواصل بين الشماسية وطريق القصيمالرياض السريع، الذي لم يكتمل والعمل فيه يسير بصورة بطيئة جدا، كما لا توجد كليات للطلاب والطالبات، ما يشكل معاناة مزمنة لدى الأهالي، إضافة للانقطاع الدائم في الكهرباء، خصوصا في فصل الصيف، والافتقاد لبعض للدوائر الحكومية كمكتب للأحوال المدنية والجوازات، وعدم وجود عدد كاف من مكائن الصرف الآلي. «الصحة» متواضعة في بداية الجولة أكد غالب السهلي حاجة الشماسية للكثير، لعل أهمها إنشاء مستشفى كبقية المحافظات ومركز للهلال الأحمر، خصوصا أنها تقع على طريق الرياضالقصيم السريع وتحتاج لتفعيل الاستثمار بما أنها واجهة لمنطقة القصيم من خلال مدينة صناعية ومستودعات التخزين، بحكم وجود مساحات شاسعة وغير مشغولة. والشماسية بها شباب يتمتع بحب العمل، لذا لا بد من إيجاد معهد صناعي أو كلية تقنية، إضافة إلى بعض القطاعات التي تعاني النقص كالصحة والتعليم والجوازات والأحوال المدنية والعمل والشؤون الاجتماعية. التعليم والكهرباء من جهته، يرى عبدالله عبداللطيف أن متطلبات الشماسية تتلخص بالصحة، إذ لا يوجد سوى مركز صحي ساعات دوامه وإمكاناته محدودة، ومركز إسعاف الهلال الأحمر، إذ إنه في الحالات الطارئة ينتظر المصاب مجيء المسعف من أقرب مركز (الضاحي في مدينة بريدة)، وكليات للبنين وللبنات إذ يكابد الأبناء والبنات الكثير من الآلام ويتعرضون للمخاطر في سبيل الوصول للكليات خارج المحافظة، بخلاف انقطاع الكهرباء المتكرر الذي يعانيه الأهالي، كما أن حي النخيل (الشماسية الجديدة) اكتظ بالسكان دون وجود مدارس تعليم عام للبنين والبنات. الخدمات المدنية من جانبه، يقول سليمان المطرودي إن الشماسية يتبع لها العديد من المراكز، وحظيت مثلها مثل غيرها من محافظات المملكة بالاهتمام والرعاية والدعم السخي من القيادة الرشيدة، وتضاهي بنهضتها بقية محافظات المملكة، إلا أن نقص بعض الخدمات بالغة الأهمية يعتريها، كالخدمات الصحية والمدنية، وهذه الاحتياجات تضطر الأهالي للذهاب يوميا إلى بريدة، كما يجب فتح بعض الكليات والأقسام التي ترى جامعة القصيم أهميتها للبنين والبنات في المحافظة، إذ تبعد الجامعة عن المحافظة أكثر من 70 كيلومترا، ومعالجة الضعف الشديد في سرعة الإنترنت ما عطّل تنفيذ بعض الخدمات مثل نظام أبشر ونظام البنوك ومتطلبات الدراسة والجامعات، لذا أرجو من الجهات المعنية النظر في هذه الاحتياجات والمطالب، وفقا لما تنتهجه الدولة في تقديم كل ما من شأنه خدمة المواطن. الربيعية.. مركز الزراعة في المحافظة مركز الربيعية يعتبر واحدا من أكبر المراكز التابعة لمحافظة الشماسية، فإضافة لتاريخيته، يعد أكثر مراكز منطقة القصيم في وفرة المياه وكثرة عدد النخيل، وبه عدد من المتنزهات البرية الشهيرة التي يقصدها أهالي القصيم لعل أهمها روضة اللغف والركية التي كانت تعرف سابقا ب«العويقر». والربيعية من أهم المراكز الزراعية التي تعتمد على الزراعة «البعلية» التي تتم سقيتها بمياه الأمطار، ومع كل تلك المزايا يحتاج المركز عددا من الخدمات لتطوير الأحياء القديمة وإنهاء مشكلة انقطاع التيار الكهربائي المستمر خصوصا في فصل الصيف. ويقول عبدالله البهدل: نعاني من انقطاع التيار الكهربائي في وقت نكون في أمس الحاجة له (فصل الصيف) مع ارتفاع درجة الحرارة، كما نأمل الاهتمام بالطريق الرابط بين الربيعية وبريدة الذي يمتد قرابة 20 كم، والطريق الواصل بيننا وبين الشماسية والنبقية، مع تفعيل دور الاستثمار، فالربيعية تعتبر من أهم المراكز التي يلتقي فيها هواة الرحلات البرية، والاحتياجات تتمثل كذلك في المدارس وزيادة النطاق العمراني وإنارة الطريق المؤدي لبريدة ومحافظة الأسياح ومركز للهلال الأحمر. ويتفق محمد الزمام مع البهدل إضافة لزيادة الاهتمام بالمناطق الأثرية وإنهاء العمل في حديقة المطل وربطها بطريق دائري لتكون مكانا لجذب السياح وقاصدي الرحلات البرية، كذلك الاهتمام بسفلتة الطرق الداخلية، بينما أبان عبدالله الربيعان معاناة الربيعية من تقصير واضح في الخدمات البلدية مقارنة بالمراكز المجاورة، من إهمال الحدائق العامة وعدم وجود المجسمات التي تحكي تراث المنطقة.