لم يتوقع أكثر المتشائمين في الداخل والخارج أن تتحرك عصا العدالة لتطال متنفذين في السعودية، وتهز أركان من كان لا يجرؤ أحد أن ينظر إليهم أو يرمقهم، أو يتحدث عنهم صراحة أو حتى «بظهرالغيب» خوفا على أن يدخل في متاهة لا تحمد عقباها. لكن ما إن طلت ليلة الأحد بمصابيحها الباهرة، حتى أضاءت الحق وأظهرت نور العدالة التي تبشر بدولة قوية قادرة على الوصول إلى كائن من كان، ليتردد صدى أمر العدالة في كافة أركان الإعلام الغربي. واستهلت الBBC في تقرير لها القول: «إن أمراء سعوديين من بين العشرات تم القبض عليهم في قضايا فساد، وإن لجنة عليا لمكافحة الفساد تم تشكيلها برئاسة الأمير محمد بن سلمان، وإن هذه اللجنة تم إعطاؤها صلاحيات واسعة لإصدار أوامر الاعتقال ومنع السفر للمتهمين. ونقلت الBBC عن «العربية» القول: إن التحقيقات تمت إعادتها في قضية سيولجدة التي حدثت في اعام 2009 وفايروس كورونا في 2012، وإن محللين يقولون إن هذه التحقيقات تعد تحركا واضحا من قبل ولي العهد السعودي لتحقيق العدالة، واصفة أحداث ليلة الأحد بأنها «زلزال». وذكرت الغارديان البريطانية -ذائعة الصيت- أنه صدرت توجيهات بالقبض على العديد من الأمراء والوزراء ورجال الأعمال بسبب تهم فساد وغسل أموال ورشاوى وغيرها، وأنه تم تعيين وزيرين للحرس الوطني والاقتصاد والتخطيط، وأن الأوامر أقرت تشكيل لجنة عليا لمكافحة الفساد التي تهدف إلى حفظ المال العام ومعاقبة الفاسدين الذين يستغلون مناصبهم في السطو على المال العام. ولفتت التليغراف البريطانية إلى أن السعودية قبضت على عدد من الأمراء والوزراء السابقين ضمن حملة لمكافحة الفساد، وأن هذه الخطوات تأتي في ظل إنشاء هيئة عليا لمكافحة الفساد والتي تم تشكيلها بأمر ملكي، ناقلة عن عدد من القنوات والمغردين القبض على عدد من الأشخاص. وقالت الصحيفة إن الأمير محمد بن سلمان يمثل أملاً للشعب السعودي الذي تبلغ نسبة كبيرة من أعمار سكانه أقل من 25 عاما في وقت يقود فيه السعودية في مجالي الدفاع والاقتصاد. وتناولت صحيفة الديلي ميل البريطانية نقلا عن مصادر رسمية سعودية أخبارا عن القبض على عدد من الأمراء ووزراء سابقين والتحفظ عليهم في العاصمة الرياض، وأشارت الصحيفة إلى أن المدير الخاص لمكتب ولي العهد بدر العساكر أكد عملية الاعتقال على تويتر واصفاً هذه اللحظة بالتاريخية والليلة الأكثر سواداً على الفاسدين.