كان نائب أمير منطقة عسير الأمير منصور بن مقرن سعيداً وهو ينتقل من مكان إلى آخر، يغمره طموح لا يحدّ، وروح متوثبة ترى المكان البهيّ بشواطئ نادرة، ومشاريع مستقبلية تفتح الأمل وتعيد الحلم الجديد للمنطقة.. كان الأمير منصور بن مقرن (يرحمه الله) في لحظاته الأخيرة مبتسماً، يسأل ويستمع.. يتأمل ويحلم.. لم يكن يعلم أنّها لحظته الأخيرة التي قاد فيها سيارته الخاصة أثناء الزيارة التفقدية للواجهة البحرية في عسير بنفسه، مصطحباً معه أمين منطقة عسير (يرحمه الله)، ومحافظ محايل عسير (يرحمه الله)، في جولة على الواجهة البحرية في البرك، وسعيدة الصوالحة. كان يستقبل بسعادة بالغة طلبات الأهالي هناك، ويتسلم من أيديهم الموجوعة بيديه الكريمتين الأمل والحلم. قبل صعود الأمير منصور للطائرة مغادراً سواحل عسير وواجهتها البحرية التفت للإعلاميين الذين رافقوه في الزيارة.. ابتسم في وجوههم، ولوح لهم بيده، وكأنه كان يعلم أنه الوداع الأخير! كانت الأقدار تضرب موعدها لأناس لم يكن مقرراً لهم العودة في الطائرة العسكرية التي أقلت الوفد المرافق لنائب أمير عسير، كما حدث لمحافظ محايل محمد بن سعود المتحمي، الذي حلّ بديلاً لمصور التلفزيون السعودي في الطائرة، لتذهب روح إلى بارئها وتنجو أخرى.