«دستورنا كتاب الله تعالى وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم».. بتلك العبارة البليغة الموجزة التي استهل بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عهده عزز منهاج الدولة القائم على القرآن والسنة وما سار عليه الخلفاء الراشدون. وعلى وقع كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وما تدل عليه من تمسك بمصادر الإسلام، تبادرت إلى ذهني رموز مهمة في تاريخنا الإسلامي، لعل من أشهرهم خامس الخلفاء الراشدين عمر بن عبدالعزيز، الذي كان مضرب المثل في الصلاح والعدل. إذ تواردت على خاطري عديد من المواقف الرائعة من تاريخ ذلك الخليفة الراشد مضرب المثل في الصلاح والعدل، وأنا أسترجع كلمات خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وأتأمل مواقفه منذ أن تولى سدة الحكم في المملكة، فقد حرص منذ اليوم الأول على تثبيت أركان الدولة على دعائم العدل والمساواة المستمدة من كتاب الله وسنة رسوله عليه الصلاة والسلام. فقد قال خادم الحرمين الشريفين مخاطباً أبناء الوطن جميعا: «إن أبوابنا مفتوحة وهواتفنا مفتوحة وآذاننا مفتوحة ومجالسنا مفتوحة لكم..»، بل وزاد على ذلك بقوله: «إن المواطن السعودي إن كانت له شكاية فبمقدوره رفع دعوى قضائية على الملك وولي العهد أو أي من أفراد الأسرة المالكة...»، هذه الكلمات لا تصدر إلا من رجل وضع الله نصب عينيه. ولم تكن هذه الكلمات من قبيل السياسة أو مجرد استمالة مشاعر المواطنين بل كانت دستورا ومنهاجا وعهدا قطعه خادم الحرمين الشريفين على نفسه بأن تكون العدالة والمساواة بين أبناء الوطن الواحد أياً كانت مناصبهم أو مكانتهم هي أساس الحكم بين الناس وحجر الزاوية في بناء مجتمع مترابط سليم البنية. وسرعان ما برهنت الأيام والمواقف صدق نية ملك الحزم وإصراره على إرساء قيمة العدل بين المواطنين وجعلها غاية تعلو ولا يُعلى عليها. ولعل مواقف خادم الحرمين الشريفين المتتالية وفي مناسبات عدة برهنت وبما لا يدع مجالاً للشك على صدق حديثه حين قال مقولته المعبرة: «حق المواطن قبل حق نفسي»، فجاءت مواقفه وأفعاله مصداقا لأقواله.. فكلنا يذكر مواقفه الحازمة والحاسمة بمعاقبة شخصيات مهمة لارتكابهم تجاوزات بحق مواطنين ومقيمين. فتلك بعض من مواقف الملك سلمان وهي قليل من كثير، فمناقب وخصال سلمان الحزم ومواقفه أكثر من أن يحويها مقال، حتى قبل أن يتولى الحكم، ولكني عمدت إلى التركيز على صفة العدل فيه، فهي فضيلة من أهم الفضائل لما لها من الأثر في بناء ونمو مجتمع صحي سليم معافى من الأحقاد في زمن شح فيه العدل واستشرى فيه الظلم.