تحظى أحياء شرق وادي السيل الصغير، شمال الطائف بتميز يفرضه موقعها الجغرافي على طريق مكةالمكرمة الذي يشهد كثافة من المعتمرين والمسافرين، والذي يربط شرق جنوب المملكة بغربها. ويضم شرق السيل الصغير العديد من الأحياء السكنية التي تفتقر إلى الكثير من الخدمات البلدية، يأتي في طليعتها الإسفلت والإنارة والمركز الصحي، تلك الأحياء التي تمتد شرقا إلى حدود العرفا وشمالا عبر طريق المائة الذي يجري العمل به، ويعتبر الدائري الثاني بمحافظة الطائف، يسكنها أكثر من ثلاثة آلاف نسمة. أهالي «السيل الصغير» تحدثوا عن معاناتهم من تواضع الخدمات، وسوء الاهتمام من قبل الجهات المسؤولة، مع كثير من الوعود التي لم تر النور حتى اللحظة. وقفت «عكاظ» في جولتها على آراء سكان الحي لأخذ انطباعاتهم وسرد الإشكاليات التي تواجههم في حياتهم اليومية، وكانت البداية مع رجاء العتيبي الذي قال إنه منذ أكثر من عشر سنوات ونحن نطالب بسفلتة الطرق دون أي تجاوب من أمانة الطائف، والشوارع جميعها ترابية ما جعل منازلنا تعج بالغبار، كما أن أحد الشوارع يخدم مقبرة السيل، إذ أصبح الوصول إليها عبر هذا الطريق غير المسفلت يشكل معاناة لذوي المتوفين أثناء توجههم لدفنهم لوعورته، وتابع: أغلب الشوارع تحولت لمستنقعات مائية ساهمت في انتشار البعوض والأمراض والوبائية. وشارك فيصل العتيبي في الحديث، مضيفا أن الحي تغيب عنه أعمدة الإنارة، ليتحول إلى ظلام دامس مع حلول المغرب، الأمر الذي أثار الرعب والخوف في قلوب أطفالنا، الذين يترددون في الخروج وإحضار أغراض من الخارج بسبب ظلمة الحي الدامسة.. التعليم مفقود من جهته، تطرق مطلق العتيبي إلى إشكالية المدارس وقال: الحي لا توجد به مدارس بنين ولا بنات، الأمر الذي يعرضنا لتدريسهم في مدارس يحول بيننا وبينها طريق مكةالمكرمة السريع الذي يعرضنا ويعرض أبناءنا وبناتنا للخطر. وأضاف العتيبي أنه بالرغم من تجاوز الحي من أربعين عاما من العمر، لكنه يخلو من مراكز صحية دون أسباب تذكر، مع أن البناء فيه توسع، واستحدثت بجواره أحياء سكنية جديدة، لكن دون أي جدوى من إقامة مركز صحي يخدم أبناء السيل. ملاعب ترابية من جانبه، ذهب فيصل مسفر إلى الرياضة، مؤكدا أن الأطفال لا يجدون سوى الشوارع الترابية يلعبون بها، خصوصا أن الحي يفتقر للملاعب الرياضية والحدائق، مما يجعلهم يتعرضون للإصابات جراء لعبهم في أماكن غير مهيأة للعب. فيما قال سامي العتيبي إن طريق مكةالمكرمة السريع يشهد كثافة من المسافرين والعابرين من وإلى مكةالمكرمة من معتمرين وحجاج، خصوصاً مع قرب شهر رمضان المبارك، إذ إن الطريق يربط شرق وجنوب ووسط المملكة بغربها، ويشكل التقاطع الموجود به خطرا علينا عند الذهاب إلى المدارس أو إلى أعمالنا، ويعتبر من التقاطعات الرئيسة والمهمة، وهناك عشرات من السيارات الثقيلة تعبر منه، ومع كل ذلك تغيب عنه اللوحات الإرشادية التي تحذر من خطورة السرعة، خصوصا للقادمين باتجاه الطائف. كهرباء مقطوعة وأوضح نايف السعيدي أنهم يعانون من انقطاع الكهرباء، خصوصاً مع شدة الحر، مطالبين شركة الكهرباء بإيجاد حل لهذه المشكلة التي دائماً ما تؤرق السكان وتحديدا مع دخول فصل الصيف، ووافقه الرأي سعود القثامي، إذ قال: نعاني معاناة متكررة بانقطاع الكهرباء دون معرفة السبب وراء ذلك، مبيناً وجود مرضى وكبار سن وأطفال، ولك أن تتخيل حجم المعاناة الني يعانونها أثناء انقطاع الكهرباء، متسائلاً: أيعقل هذا الانقطاع المتكرر دون وجود حلول لذلك. وأبان كل من محمد العتيبي ومساعد الحارثي أن الحي يفتقر للاهتمام من الجهات المعنية من حيث أعمدة الإنارة وسفلتة شوارع الحي، مشيرين إلى الحاجة الماسة لمتابعة من بلدية السيل بسبب تراكم النفايات وانتشار الروائح الكريهة وتكاثر الحشرات الطائرة والزاحفة، مفيدين أنهم تلقوا العديد من الوعود من أمانة الطائف إلا أنها لم تر النور إلى يومنا هذا، مضيفين أن الحي يحتاج إلى التنظيم، خصوصاً عند هطول الأمطار، إذ تصبح شوارعه مليئة بالمياه دون تصريف ونعجز في الوصول إلى منازلنا، فالحي بحاجة للاهتمام بشكل كبير. وفي ذات السياق، ناشد المواطن مساعيد القثامي الجهة المسؤولة في أمانة محافظة الطائف بالتدخل السريع لحل معاناتهم ومشاكلهم مع النفايات التي للأسف، ترفض الشركة التابعة للنظافة جمعها، مكتفية بجمع علب البيبسي وبعض من الحديد والألمنيوم وأسلاك النحاس وترك عملهم الحقيقي، والجميع لاحظ هذا الأمر. إهمال مخيف وطالب سكان «شرق السيل» الجهات المختصة بالاهتمام بالحي وتوفير الخدمات البلدية، مطالبين لجنة السلامة المرورية بمرور الطائف بتشكيل فريق عمل للوقوف ميدانيا على الموقع والتنسيق مع الجهات ذات العلاقة لاتخاذ التدابير المناسبة والتعامل مع الوضع بجدية كاملة، نظرا لخطورة التقاطع البالغة على مرتادي الطريق وعلى منسوبي أمن الطرق بالسيل، كما طالب الأهالي أمانة محافظة الطائف بإيصال الإسفلت والاهتمام بحيهم وتلبية احتياجاتهم، ومتابعة المتسببين في هذا الإهمال خوفاً من انتشار الأمراض. الأمانة مهتمة على الصعيد الرسمي، أوضح المتحدث الرسمي مدير المركز الإعلامي بأمانة الطائف إسماعيل إبراهيم أن المحور الشرقي من السيل الصغير يلقى اهتمام الأمانة، وهناك فرقة تعمل حالياً لتنفيذ مشروع سفلتة الشوارع بالسيل الصغير، وسيتم دعم العمل بفرقتين لتعزيز أعمال السفلتة خلال الأيام القادمة، كما سيجري إنارة بعض الشوارع، ودعم كافة الخدمات وفق الإمكانات والمخصصات. مبينا أن أمين الطائف المهندس محمد بن هميل آل هميل قام بجولة تفقدية على كافة المواقع بالمحافظة خلال الفترة الماضية، ووقف على الاحتياجات والطلبات لتلبيتها وفق الاعتمادات وعلى مراحل، بما يخدم أكبر شريحة ممكنة من الأهالي في مختلف المحاور.