يبدو أن وقت المسافر ووصوله في الوقت المحدد من آخر اهتمامات الخطوط السعودية، وحينما تتعرض بعض الرحلات للتأخير أصبحنا لا نجد من يعتذر لنا، وكأن قدرنا أن نسلم بإمكاناتها وأن نرضى بأدائها، وقد كنت وعائلتي على متن الرحلة رقم 1047 يوم 24 محرم 1439 والمتجهة من الرياض لجدة. وعند وصول الرحلة لجدة وقفت الطائرة في صالة الحجاج، نظرا لعدم وجود مواقف متاحة بجوار صالة السفر الداخلي، وقد كانت زوجتي بحاجة لكرسي متحرك بسبب إجرائها عملية جراحية أخيرا، وعند نزولنا من الطائرة أخبرتنا المضيفة بأن علينا الانتظار لعدم وصول الرافعة، وأخبرتنا بأنها طلبت لنا ولركاب آخرين الرافعة، وانتظرنا ما يقارب الساعة حتى وصلت الرافعة وقد قابلت مراقب الحركة الجوية وأخبرته بأنه المسؤول عن التأخير الذي نحن فيه، أجابني بكل برود بأن هذه إمكانيات المطار، وأنه يؤدي عمله على أكمل وجه، دون أن يقدم أي كلمة اعتذار عن المعاناة التي حصلت لنا جراء الانتظار ساعة في الطائرة. والسؤال الذي يطرح نفسه، إذا كانت هذه إمكانات المطار، فلماذا يتم القيام بكل تلك الرحلات التي تفوق استيعاب المطار، وإذا كان على الخطوط السعودية القيام بتلك الرحلات فعليها تدريب موظفيها بمواجهة الأضرار التي تواجه عملاءها، والتحلي باللباقة حتى يكتب لنا الله اليوم الذي يفتتح فيها المطار الجديد الذي نتطلع لأن ينهي معاناتنا التي طالت كثيرا.