غص مطار الملك عبدالعزيز في جدة أمس لليوم الثالث على التوالي بالمغادرين والقادمين إثر تعطل سفر بعضهم نتيجة تأخر عدد من الرحلات التي تنقلهم إلى وجهاتهم، وفيما جزم مساعد مدير عام الخطوط السعودية عبدالله الأجهر أن نسبة انتظام الرحلات بلغت 95% أكد مسافرون أنهم ما زالوا عالقين يبحثون عن مقاعد سفر وحجوزات مؤكدة تنقلهم إلى وجهاتهم النهائية. ووثقت عدسة «عكاظ» أمس أعدادا كبيرة من المسافرين تتحلق حوال كاونترات موظفي الخطوط السعودية، فيما لا حظت كثافة كبيرة في صالات المغادرة المحلية والدولية، وقال عدد من المسافرين إنهم يأملون في تحرك فاعل من قبل الناقل الوطني وتلبية الطلب المتزايد على المقاعد وتوفير طائرات إضافية، وزادوا «في كل عام ومع انتهاء العيد وبدء عودة الموظفين والطلاب إلى أعمالهم يزيد الطلب على الرحلات لكن الخطوط السعودية لا تفي بوعودها». دولياً، عانى المسافرون من عدم وجود مقاعد على الرحلات المجدولة بسبب كثافة الحجاج المغادرين إلى بلدانهم وتحديداً من دول شرق وجنوب آسيا وفي مقدمتها حجاج باكستان والهند وبنغالديش، وشهدت الصالات تواجدا مكثفا في الساحات الخارجية والداخلية للمطار وأمام كاونترات العفش. وأبدى عدد من الحجاج المغادرين تذمرهم من تأخر الرحلات وأشاروا إلى أنهم وصلوا للمطار قبل سبع ساعات من مواعيد الإقلاع، الأمر الذي اضطرهم للانتظار في الصالات الخارجية بعد أن ضاقت بهم الصالات الداخلية. من جهته، اعتبر مساعد مدير عام الخطوط السعودية للعلاقات العامة والإعلام عبدالله الأجهر، الزحام الذي تشهده صالة المغادرة لرحلات الحج هذه الأيام بأنها حالة طبيعية وزحام متوقع في ظل وصول عدد الرحلات اليومية المغادرة إلى 750 رحلة يومية وهو العدد المضاعف للرحلات الطبيعية. وأكد أن التأخير والارتباك أمر طبيعي قياسا بحجم الحركة التشغيلية في المطار، ولا تتجاوز الرحلات التي تتأخر عن 50 رحلة في اليوم الواحد. وقال ل«عكاظ» أمس، أن معدل الانضباط في الرحلات بلغ في أدناه إلى 88 % وارتفع إلى 95 % في باقي الأيام معتبرا ذلك نسبة تشغيل «ممتازة». وأرجع الأجهر أبرز أسباب التزاحم في صالات المغادرة هذه الأيام لعدم وجود مواقف كافية للطائرات في المدرجات ما يستغرق وقتا لأخذ مكانها قرب صالات المغادرة فضلا عن ظروف التشغيل المتعددة والمتشعبة والظروف الطارئة مثل تعطل الباصات وتأخر وزيادة الأمتعة وعدم معرفة بعض المسافرين المغادرين باتجاه سير رحلاتهم. وأعلن الأجهر أمس أن الانتهاء من رحلات الحج إلى الخليج والشرق الأوسط، فيما بدأت رحلات الحجاج المغادرين الى أوربا والشرق الأقصى وشرق آسيا، وفق جدولة يومية تنتهي في 15 محرم المقبل. وأقر بوجود تأخير في رحلات حالية بمتوسط من 4 إلى 5 ساعات للرحلة الواحدة، مشيرا إلى أن تأخر رحلة واحدة يربك ويؤخر الرحلات التي تليها. وكشف عن إضافة 30 طائرة خصصت لنقل الحجاج، معتبرا تكرار مشكلة زحام رحلات الحج سنويا والحجم الكبير للرحلات وظروف المطار، أمر طبيعي ومتوقع في ظل الإمكانات المتوفرة والمتاحة. وقال إن تقارير يومية ترفع للجهات المختصة حول عدد الرحلات المغادرة. وفيما يخص الرحلات القادمة تزامنا مع انتهاء إجازة عيد الأضحى واستئناف الدراسة والعمل غدا، أوضح أن جميع الرحلات تصل بانتظام دون أي تعطيل أو تأخير. وخلص الأجهر إلى القول بأن الخطوط السعودية تتلقى بكل صدر رحب أي انتقادات أو ملاحظات، وأنها تتجاوب مع اتصالات وسائل الإعلام المختلفة في أي وقت مطالبا التحقق من الوضع واستسقاء الأمور من مصادرها.