سقوط الأممالمتحدة السياسي والأخلاقي الذي عبرت عنه في موقفها في اليمن، بعدما حاولت بهتانا وزورا إعادة خلط الأوراق بتجاوزها للشرعية، شكل علامة فارقة في مسيرة المؤسسة الدولية التي لم تعد تعمل وفقا للأهداف التي أسست من أجلها، فما باتت تقوم به يدخل في نظرية الابتزاز السياسي. ورأت شخصيات سياسية أردنية، أن السقوط السياسي والأخلاقي للمنظمة الدولية، لم يكن له ما يبرره، خصوصا أن عاصفة الحزم جاءت لتثبيت الشرعية في اليمن وعدم سيطرة إيران عليها، وحظيت بالترحيب الكبير على الصعيدين الإقليمي والدولي، وصفقت لها الدول الكبرى التي تحظى بالعضوية الدائمة في مجلس الأمن. وعلق أستاذ العلوم السياسية في الجامعة الأردنية الدكتور منير حمارنة، على موقف الأممالمتحدة المتخاذل والمتناقض بقوله، إن الأمين العام أنطونيو غوتيريس كشف عن عدم نزاهته وتطبيقه المزدوج للمعايير، وهو الأمر الذي يضعف المؤسسة الدولية أكثر مما هي ضعيفة، واصفا ما جرى بأنه «فضيحة صارخة» يجب التوقف عندها للنظر في أهمية ومغزى وجود مؤسسة مثل الأممالمتحدة. ولا يستغرب الدكتور حمارنة موقف الأممالمتحدة المعيب، إذ إن جميع مواقفها معيبة وغير أخلاقية، وعلى مدار 60 عاما تتجاهل الجرائم التي ارتكبتها إسرائيل بحق الشعب الفلسطيني واحتلال أراض عربية بالقوة، علاوة على تجاهلها للإبادة الطائفية في العراق وفي أكثر من مكان في العالم. فيما اعتبر نائب رئيس مجلس النواب السابق محمد الردايدة، أن رجاحة كفة التحالف العربي العسكرية والسياسية، تدفع أطراف اللعبة الدولية إلى إعادة حساباتها في المنطقة، حتى الأممالمتحدة باتت عاجزة بعد أن عرتها عاصفة الحزم وكشفت كذبها وادعاءاتها الباطلة، ما أوقعها في حرج كبير أمام العالم. ولفت إلى أن غوتيريس كان عليه أن يستقيل فورا، إذ إن الفضيحة التي ارتكبتها المنظمة يصعب عليه معها الظهور بمظهر المحايد. بدوره، ذهب رئيس لجنة التنسيق الحزبي صالح الزيود، إلى أن موقف الأممالمتحدة من التحالف، أسقط شرعية المؤسسة الدولية وكشفت كذبها وتخبطها، داعيا العالم إلى التحرك لإعادة الأممالمتحدة إلى رشدها والالتزام بالأهداف التي قامت من أجلها. وأكد أن تصرفات الأمين العام ومواقفه تزيد من عملية فقدان الثقة في المنظمة الأممية.