أضافت "الأممالمتحدة" بتقرير أمينها عن الأطفال والنزاع المسلح صفحة سوداء في مسيرتها الفاشلة في التعاطي مع ملفات المنطقة، فبعد أن عجزت "الأمم المشتتة" لسنوات عن إيجاد حلول لأزمات المنطقة، وخسرت ثقة المجتمع الدولي وشعوب العالم التي طالما طالبتها بأن يكون لها كلمة وموقف تجاه ما يجري من انتهاكات لحقوق الإنسان في كثير من دول العالم، إلا أنها اليوم باتت تطالب هذه المنظمة المسيّسة بالصمت الذي ربما يكون أفضل وأجدى من الحديث بهذا المنطق الذي خرج به أمينها أنطونيو غوتيريس. تقرير غوتيريس الذي تحفل مسيرته السياسية بالكثير من السقطات بعد أن أسهم في تدمير اقتصاد بلاده بمنهجه المتهوّر عندما كان رئيساً لحكومة البرتغال، ودفعها إلى الهاوية، قبل أن يقرر الاستقالة عام 2001 هربا من مواجهة الاستياء المتصاعد لحكومته، لينتقل للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين بالأممالمتحدة عام 2005 حتى عام 2015 ليضيف لسجله المزيد من الفشل والتحيّز العنصري، وقبلها فشل في مهمته بعد استقالته من رئاسة الحكومة وانتقاله مستشاراً لدى مجلس إدارة مصرف الصندوق العام للإيداعات وهو البنك الحكومي الوحيد في البرتغال.. وبعد مسيرته السياسية الفاشلة أراد أن يضيف المزيد في سجله السياسي بتقريره "المعيب" الذي استند فيه على مصادر مضللة ومعلومات غير صحيحة، وأحادية المصدر، تفتقر لأبسط مقومات العمل الوثائقي الذي يفي بمتطلبات العدالة الدولية، والتي يُفترض منها أن تحدد بوسائل استطلاعها الصحيح مواطن التقصير، متجاهلا في تقريره الأسباب الرئيسية التي أدت لتدخل قوات التحالف في اليمن، بعد انقلاب مليشيات صالح والحوثي على الشرعية هناك وتهديدها السلم والأمن في المنطقة، إلى جانب ارتكابها لجرائم بشعة ضد المدنيين والأطفال واستخدامهم كدروع بشرية، خارقة بذلك القوانين الدولية والإنسانية، وقيام المليشيات الحوثية بإعاقة جهود الإغاثة، وارتكاب أبشع صور الإرهاب الوحشية بحق المدنيين والأطفال. غوتيريس بتقريره الذي أدانته ورفضته العديد من الدول والهيئات والمؤسسات والمنظمات الإسلامية والعربية، تجاهل بتعمد حرص واهتمام دول التحالف العربي بقيادة المملكة على سلامة المدنيين والأطفال في اليمن، والأدوار الإنسانية المشهودة التي تقوم بها المملكة هناك، رغم إدراكه كغيره أن المملكة وقوات التحالف بقدراتها العسكرية والاستخباراتية قادرة على إنهاء مهامها في اليمن في أيام، لولا حرصها التام بالجوانب الإنسانية هناك حفاظا على سلامة المدنيين الذين وضعت قوات التحالف بقيادة المملكة سلامتهم أولوية قصوى في كل مهامها العسكرية هناك. أخيراً.. من المؤسف حقاً أن يوظف أطفال أبرياء من قبل مسؤول بمنصب أمين الأممالمتحدة في حسابات سياسية لتستغلها مليشيات الحوثي للمزايدة وتغطية جرائمها التي ترتكبها يومياً في اليمن، وكأن هذه المنظمة تعطي بذلك هذه الأطراف الضوء الأخضر لارتكاب المزيد من التجاوزات والجرائم الوحشية تحت مظلة التضليل الأُممي المخزي.