أكدت عدد من المعلمات في جازان أن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة سوف يساهم في حل الكثير من مشاكلهن، خصوصا التي تعمل في مدارس بعيدة عن منازلهن, وقالت إن القرار سيقلص الهدر المالي الذي يتجاوز ثلث الراتب على وسائل النقل. وشهدت وكالات بيع المركبات أمس إقبالاً من عدد من السيدات لاختيار سيارات المستقبل. وقالت المعلمة مرام أحمد إنها قدمت إلى موقع بيع السيارات لشراء مركبة، مشيرة إلى أن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة سيسهم في التغلب على العديد من الظروف الاجتماعية التي قد تواجهها المرأة السعودية، فيوجد في مجتمعنا الأرامل والنساء اللاتي يواجهن مشاكل الوصول إلى مقر أعمالهن أو سد احتياجاتهن اليومية بسبب عدم وجود من يعولهن.وأضافت أن عددا من المعلمات يذهب جزء كبير من مرتباتهن إلى السائقين لنقلهم إلى مدارسهن, مشيرة إلى أنها سوف تعمل على شراء سيارة خاصة بها فور السماح لها والتخلص من السائق. وقالت المعلمة نورة أحمد إن قرار السماح للمرأة بقيادة السيارة سوف يسهم في تعزيز دور المرأة الإيجابي للمساهمة الفاعلة في المجتمع، مطالبة جميع فئات المجتمع بإعطاء مساحة كافية لتسهيل اندماج المرأة مع القيادة بسهولة ويسر وذلك بتهيأة كافة السبل والتسهيلات الممكنة, وأضافت أن العديد من السيدات قادرات على مواكبة التطور، مؤكدةً أن القرار سيسهم في حل بعض المشكلات الاقتصادية والاجتماعية، التي تواجه المرأة، خصوصًا الموظفة التي تحتاج لسائق من أجل الذهاب للعمل والذي تدفع له مبالغ مالية عالية. أما المعلمة ابتهال فعبرت عن رأيها بقولها: «القرار جاء في وقته، خصوصا لنا كمغتربات لنوفر على أنفسنا المبالغ التي أثقلت كواهلنا، بل إنه أراح نفسياتنا من جوانب عديدة، فالمعلمات المغتربات حاليا يستأجرن سائقين خاصين يصعدون بهن بين الجبال برهة و يمرون بين قيعان الأودية مرة أخرى، وكل ذلك بدون محرم ما يعرض المعلمات في بعض الأحيان لتحرشات، سواء لفظية أو جسدية، فضلا عن أن سيارات أغلب السائقين مهترئة وغير آمنة». إلى ذلك، كشفت جامعة جازان بدء العمل عن تهيئة مواقف السيارات بالمجمعات الأكاديمية للطالبات في إطار تطبيق الأمر السامي بالسماح للمرأة بقيادة السيارات، بدءاً من شوال المقبل. وقال مدير جامعة جازان الدكتور مرعي القحطاني:«إن القرار السامي يصبّ في المصلحة الوطنية العامة والخاصة ويحقق المعنى الحقيقي للمواطنة وهو قرار تاريخي بكل ما يحمله من دلالات». وأضاف: الرؤية السديدة والمتطلعة لخادم الحرمين الشريفين كانت خلف التعجيل بهذا القرار الذي يهم شريحة عريضة من المجتمع تمثل نصف المجتمع ولها حق من الحقوق التي يقررها الشرع والجهات التنظيمية في هذا البلد المبارك. واستطرد قائلا: «هذا الوطن يسير وفق رؤية واضحة المعالم نحو مزيد من التطور والبناء والنهضة، وفي كل يوم يثبت لكل المغرضين والحاقدين عليه أنه أكبر من كل هذه المكائد وأنه فوق كل هذه الصعاب التي يتجاوزها واحدة تلوالآخربفضل قيادته الحكيمة وتلاحم شعبه الوفي مع هذه القيادة».