أكد رجل الأعمال الدكتور ناصر الطيار ل«عكاظ» أن المشاريع السياحية ستنقل السعودية إلى مصاف الدول السياحية، خصوصا أن المملكة لم تكتشف سياحيا. وأوضح في حواره ل«عكاظ» أن إطلاق مشروعي مدينة القدية وجزر البحر الأحمر كواجهة سياحية عالمية سيساعدان في سد فجوة المشاريع السياحية والترفيهية، وسيغيران مفاهيم السياحة في السعودية، وسيكونان مصدرين للدخل. وأشار إلى أن بعض الوزارات تنقصها مهنية التطبيق؛ بسبب حاجة تحديث الأنظمة والقضاء على البيروقراطية. ولفت إلى أن القطاع العام لا يستطيع العمل دون مشاركة القطاع الخاص، وكل منهما يحتاج للآخر. ونوه بأن شركة الطيار بدأت ب 5 موظفين عام 1980، ووصلت الأن إلى أكثر من 500 فرع داخل السعودية، وتوسعت في كل من أوروبا، والخليج، والشرق الأوسط، بأعداد موظفين تزيد عن 2800 موظف وموظفة. • هل يستطيع مشروع البحر الأحمر سد فجوة المشاريع السياحية والترفيهية في السعودية؟ •• يعتبر إطلاق مشروع البحر الأحمر واجهة سياحية عالمية ضمن رؤية 2030 خطوة ممتازة، ستساعد في سد فجوة المشاريع السياحية والترفيهية بالمملكة، وتنويع موارد الاقتصاد بعيدا عن النفط، وسيساهم المشروع في زيادة التدفقات الأجنبية، وتغطية الفجوة بين العملة الصعبة المصدرة من قبل السياح السعوديين والمقيمين عند سفرهم للخارج، واستقطاب السياح من جميع أنحاء العالم. أنشطة جاذبة وحوافز استثمار • كيف استطاعت السعودية تجاوز الأزمات الاقتصادية وعدم الاعتماد على مصدر وحيد للدخل؟ •• تمكنت المملكة من ذلك عبر تنويع الاقتصاد والقضاء على المعوقات التي كانت تواجه الأنشطة الاقتصادية، وفتح مجالات اقتصادية كثيرة سواء للمستثمرين المحليين أو المستثمرين الدوليين، وتطوير القوانين وإعطاء حوافز للمستثمرين بقطاعات مختلفة سواء في الصناعة أو الصحة أو السياحة وغيرها من الأنشطة الجاذبة للمستثمرين. • كيف تقيم الشراكات الاقتصادية للسعودية مع دول عالمية مثل الصين وروسيا؟ •• الشراكات الاقتصادية للمملكة مع دول عالمية مثل الصين وروسيا تعتبر مهمة جدا لتطوير الاقتصاد وتنويعه للاستفادة من هذه الأسواق، والصين تعتبر من أكبر الأسواق المستوردة والمصدرة، والاستفادة من حاجات هذه الدول لأسواق جديدة وموارد أدت إلى دخولها في شراكات استثمارية مع السعودية، ونرى ذلك من خلال العديد من المشاريع. • هل وصلنا إلى مرحلة الشراكة بين القطاعين العام والخاص، وأصبحت بعض الوزارات مهيأة للتطبيق؟ •• إلى الآن لم نصل إلى تلك المرحلة إذ توجد فجوة كبيرة، إلا أننا نتطلع إلى مشاريع مشتركة بين القطاعين قريبا، خصوصا بعد إنشاء المجلس الاقتصادي الأعلى الذي يرأسه ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، الذي يعمل بكل جهد مع الفريق الذي يعمل معه من أجل الإسراع في هذا الشأن، وكثير من الوزارات تنقصها مهنية التطبيق؛ بسبب حاجة تحديث الأنظمة والقضاء على البيروقراطية، والقطاع العام لا يستطيع العمل دون مشاركة القطاع الخاص، وكذلك القطاع الخاص لا يستطيع العمل دون القطاع العام، فكل منهما مكمل للآخر. • المدن الاقتصادية في مناطق المملكة هل ستغطي حاجات السعودية مستقبلا ؟ •• مما لا شك فيه أن المدن الاقتصادية بمناطق المملكة ستغطي حاجاتها مستقبلا، إذا أنشئت حسب موقع كل مدينة والنشاطات التي تنفذها والمملكة رائدة في ذلك، لذلك مثلا الهيئة الملكية للجبيل وينبع شاهد على نجاحات المدن الاقتصادية. • هل وجدتم ضالتكم كرجال أعمال في مجالس الأعمال السعودية مع الدول الأخرى؟ •• بالنسبة لي أنا لم أجد ضالتي كرجل أعمال في مجالس الأعمال السعودي مع الدول الأخرى، علما بأنه يوجد رجال أعمال استفادوا من ذلك، وأنا أرى أن يتم تشكيل مجالس الأعمال السعودي مع الدول من أصحاب الأعمال الذين معهم علاقات تجارية ناجحة بهذه الدول. • مدينة القدية السياحية هل ستغير مفاهيم السياحة في السعودية ؟ •• مدينة القدية السياحية ومشروع جزر البحر الأحمر والمدن الأخرى التي يترقب إعلانها ستغير مفاهيم السياحة في السعودية وستكون مصدرا للدخل، إذ أن السياحة تعتبر ثاني صناعة عالميا، بل بعض الدول تعتبرها الصناعة الأولى التي تعتمد عليها كمصدر للدخل؛ لأنها تعتبر أكبر صناعة مشغلة لمواطني الدول وكذلك للصناعات الأسرية والتراثية. وستنقل السعودية هذه المشاريع السياحية إلى مصاف الدول السياحية، خصوصا أن المملكة دولة إلى الآن لم تكتشف سياحيا. 18 شركة متخصصة و2800 موظف • كيف بدأت شركة الطيار، وإلى أين وصلت؟ •• بدأت شركة الطيار بوكالة صغيرة شمال الرياض بالعليا بشارع التخصصي بمكتب صغير مساحته تقريبا 70 مترا مربعا، وبعدد 5 موظفين وذلك عام 1980، ووصلت إلى أكثر من 500 فرع داخل السعودية، وعدد شركاتها داخل المملكة 20 شركة، الشركات التابعة لها خارج السعودية أكثر من 18 شركة متخصصة، يملكها الطيار بالكامل في كل من أوروبا، والخليج، والشرق الأوسط، بموظفين يزيدون عن 2800 موظف وموظفة. • كانت بداية الشركة من خلال بيع تذاكر السفر، فكيف انتقلتم للأنشطة الأخرى؟ •• نعم بدأت الشركة من خلال بيع التذاكر وبعدها بدأنا بإضافة البرامج السياحية التي كانت غير معروفة لدى الأسر السعودية والمقيمين بالسعودية، وبعدها بدأنا بنشاط الشحن الجوي، والبري، والبحري وبعدها بإصدار مستندات المرور الجمركي، ورخص القيادة الدولية، واستمررنا في التدرج، وذلك بالحصول على وكالات شركات الطيران، وافتتاح فروع داخل الرياض وخارجه، وأدرجنا أول استحواذ تاريخ السعودية. • ما أكثر نشاطات الشركة ربحا ؟ •• نشاط الشركة السابق المتمثل في بيع التذاكر، والبرامج السياحية، والشحن. • متى بدأتم في مجال السياحة الدينية ؟ •• بدأنا بالسياحة الدينية ونعتبر أول شركة حصلت على رخصة الحج الداخلي بالمنطقة الوسطى والشرقية والشمالية، وبعدها توسعنا في ذلك بترتيب برامج العمرة على مدار العام من داخل السعودية وخارجها، وحصلنا على رخصة العمرة الخارجية، وبعدها اشترينا حصة بشركة مواسم، وهي شركة متخصصة بالعمرة والحج والسياحة الداخلية. • كيف جاءت فكرة طرح الشركة للتداول؟ •• جاءت فكرة طرح الشركة للتداول منذ عام 1990، ولكن لم نجد التشجيع من قبل من عرضت عليهم الفكرة من ملاك شركات السياحة الأخرى، وكنت أتخوف من أن الشركة التي بنيت بدعم الحكومة والشعب السعودي ستنتهي؛ لذلك أصررت على تحويل الشركة من مؤسسة إلى شركة عائلية وبعدها إلى شركة مساهمة مقفلة. • ما المراحل الدراسية التي أتممتها؟ •• شغف التعليم موجود لدى أسرة الطيار؛ لذلك نجد العديد من أبناء الأسرة أساتذة جامعات، وأطباء، وقضاة، ورجال دين وتجار، ومحامين، وبعد فترة طويلة من عملي بناء شركة الطيار للسفر أردت استكمال دراستي العليا للماجستير والدكتوراه، وأردت أن تكون بمجال اختصاصي نفسه، إلى أن حصلت على الماجستير في تخصص الاقتصاد السياحي، والدكتوراه في التسويق السياحي. المشوار بدأ ب900 ريال • كم أول راتب تقاضيته خلال عملك في البنك وما قصة «الهللات الضائعة» ؟ •• أول راتب حصلت عليه هو 900 ريال من بنك سيتي بنك بالرياض، وأنا أدرس بمرحلة ثانية متوسطة، أما قصة مقلب «الهللات الضائعة» فقد كان لنا زميل يعمل كاشير «أمين صندوق» أخفى علينا خمس هللات، وكان عملنا يبدأ بعد إغلاق البنك من الساعة الثانية ظهرا إلى الثامنة مساء، ويجب علينا إغلاق الحسابات ومطابقة الأرصدة يدويا إلا أننا لم نستطع معرفة أين هذه الهللات إلى أن حضر أمين الصندوق للدوام اليوم الثاني ورأيناه وهو يخبرنا أنه صنع بنا «مقلبا». • كيف نقلك عملك في المطار من مرحلة إلى أخرى ؟ •• عملت بمطار الرياض في فترة فصل الصيف، وأعجب بي المديرون الأمريكيون بتلك الفترة، وطلبوا مني الاستمرار بالعمل وأخبرتهم أنني أدرس ولا أستطيع ترك الدراسة، ووفقوا أن أعمل بالفترة الثانية من الساعة 2 ظهرا إلى 10 مساء، وكانت نقلة في حياتي. • ماذا استفدت من عملك مندوبا للمبيعات في إحدى شركات الطيران لمدة 3 سنوات ؟ •• بعدما تركت الخطوط السعودية عملت بشركة طيران (كاثي باسفك للطيران هونغ كونغ)، وخلال عملي بالمطار تعرفت على المسؤولين بالشركة، وطلبوا مني العمل معهم وأعطوني مميزات أكثر، وأقل ساعات عمل، وأحببت أن انتقل إلى تجربة أخرى تثري معرفتي وشغفي بالسفر والسياحة، وعملت معهم تقريبا ثلاث سنوات كانت مفيدة جدا لي. • هل عدم وجود السعودي وثقافة العيب آنذاك في صناعة السفر والسياحة ساعدك على التوسع والنجاح؟ •• نعم قلة وجود السعودي وثقافة العيب بالعمل بصناعة السفر والسياحة ساعدتني على المعرفة والتوسع والنجاح بدعم حكومة خادم الحرمين الشريفين لهذه الصناعة. • في فترة الثمانينات اتجهت للعمل في وزارة الخارجية، ولكنك تركت العمل بعد 6 أشهر تقريبا، ما السبب؟ •• بعد تخرجي من جامعة الرياض (وجامعة الملك سعود حاليا) علوم إدارية تخصص علوم سياسية كنت أطمح للعمل بالخارج، فالتحقت بوزارة الخارجية وعملت بفرع الوزارة بالرياض، إلا أنه لم تناسبني بيئة العمل رغم أنني تعبت حتى حصلت على هذه الوظيفة بالخارجية وتركتها، وأنشأت مكتبا صغيرا للسفر. • ما قصة أول مكتب سياحة في شارع التخصصي؟ •• قصة أول مكتب سياحي في شارع التخصصي هو أنه خلال عملي بوزارة الخارجية كانت علاقتي مستمرة مع مديري وشركات الطيران، ومع أصحاب وكالات السفر، فقررت إنشاء مكتب صغير واحد، خصوصا أن المملكة في تلك الفترة كانت تعيش نهضة كبيرة جدا في مجالات البنية التحتية، أو التعليم، والصناعة، والصحة وغيرها. تذاكر رخيصة وسمعة جيدة • ما قصة التذاكر رخيصة الثمن التي كنت تجلبها من بيروت، واليونان، والفلبين؟ •• التذاكر رخيصة الثمن تمكنت من جلبها من بيروت، واليونان، والفلبين، وتايلاند، والهند، إذ أن حساب أسعار التذاكر في تلك الفترة كان يحسب وفقا لعملة البلد، وكنت اشتري التذاكر بعملة البلد؛ نظرا لرخصها مقابل الدولار وأبيعها في السعودية، واقتسم مع المسافر الربح، نصف أخصمه للمسافر ونصف الربح لشركتي، ولكن بعد ذلك وحدت الآليات سعر السفر بعملة موحدة، ولكن هذا أعطاني سمعة جيدة في السوق السعودية وخارجها. • متى بدأت السعودة في شركاتك؟ •• نحن أول شركة سياحية في المملكة، وبدأت بالسعودة في 1984، عبر تدريب شباب سعودي بمركز تدريب الخطوط السعودية والغرف التجارية ومعهد الإدارة. • كيف استطعتم توظيف مجالات شركاتكم في خدمة وطنكم ؟ •• منذ بداية نشاطنا ونحن نعمل على خدمة أبناء الوطن، خصوصا أنه كان في عام 1982، ابتعثت الحكومة ما يقارب من 32 ألف طالب، ونحن في هذه الفترة كنا نقدم الخدمات التي يحتاجونها ويطلبونها منا آباء المبتعثين، مثل عمل حجوزات لهم وإرسال متطلباتهم، ومساعدتهم عند طلب آبائهم منا، وكذلك كنا نساهم في تدريب الكثير من الشباب السعودي؛ من أجل نشر الوعي عن المجتمع وأهمية صناعة السفر والسياحة، ووضعنا برامج سياحية للسياحة الداخلية وكنا الرائدين في ذلك، إلى جانب ذلك ساهمنا في الكثير من أنشطة غرف التجارة والصناعة، والمدارس، والجمعيات الخيرية، والأنشطة الاجتماعية المختلفة، واستطعنا بناء اسم معروف داخل المملكة وعالميا، وكنا أعضاء بمنظمة السياحة الدولية، فضلا عن المشاركة في الكثير من المعارض الدولية بأمريكا، وبريطانيا، وألمانيا، وقارة آسيا. • ما مساهمات أسرة الطيار في المسؤولية الاجتماعية؟ •• مساهمات أسرة الطيار في المسؤولية الاجتماعية كثيرة ومتنوعة، تتمثل في بناء المساجد، وإطلاق عيادات متنقلة، والكثير من الأعمال الاجتماعية مثل تكريم المتفوقين والمتفوقات، وأصحاب المبادرات من أبناء وبنات الأسرة.