السائرون في طريق الملك فهد في الرياض أحد أهم شرايين العاصمة الرياض، عادة ما تشيح أنظارهم باتجاه برج المملكة، ولكن تكون إطلالة سريعة يشاهدون خلالها تلك التحفة المعمارية التي تزين مدينتهم، أما أمس (السبت الوطني) فكانت نظرتهم مختلفة، إذ تسمّرت أعينهم شاخصة نحو البرج الذي أقيمت على مدى ارتفاعه فعالية «الخفاق أخضر» المنظمة من قبل الهيئة العامة للترفيه، ضمن احتفالاتها باليوم الوطني ال87 للمملكة العربية السعودية. لم يكن يوم أمس عادياً، لسكان الرياض والمنطقة الحيوية التي تحيط بالبرج الأعلى في السعودية، إذ كان المنظر الساحر بألوانه التي غلب عليها الأخضر، وموسيقاه الوطنية التي تربى الجيل على سماعها، مهيباً مذهلاً بكل تفاصيله. نحو نصف ساعة من الإبهار، تحول خلالها البرج إلى شاشة عملاقة بثت صوراً خاصة تعرض لأول مرة، للمؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود -طيب الله ثراه- وأبنائه ملوك البلاد الذين حكموها بالعدل والحكمة: سعود، وفيصل، وخالد، وفهد، وعبدالله (رحمهم الله)، إضافة إلى صورة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير محمد بن سلمان. إنجازات المملكة وتقدمها، أمنها وأمانها، نهضتها وعمرانها، كل ذلك عرض على امتداد برج المملكة الذي يصل ارتفاعه إلى 300 متر، ليرى مئات آلاف السكان ذلك الإبداع الذي صمم ليناسب فعالية من فعاليات يوم الوطن المعطاء. «ارفع الخفاق أخضر»، تلك الجملة التي أخذت من أغلى نشيد، النشيد الوطني للمملكة العربية السعودية كانت عنوان الفعالية التي عرضت (السبت)، ليلاً، وعلى مدى ساعات عدة. فتحول الليل إلى شمس خضراء صبغت نورها على وجوه الحاضرين. أغانٍ وطنية قديمة، كبلادي بلادي منار الهدى، ويا سلامي عليكم يا السعودية، وروحي وما ملكت يداي فداه، وفوق هام السحب، والله اللي عزنا.. أغنيات بما فيها النشيد الوطني «سارعي للمجد والعلياء» عزفت بتوزيع جديد مع مزجٍ للضوء والصوت في آنٍ واحد، أخرجت مشهداً يبعث على الفرح والسعادة.