لم تنفك ميليشيات «الحوثي» والرئيس المخلوع عن ممارسة القتل بأبشع صوره، فنيران قتلهم طالت كل شيء، ليحاولوا ذر رمادها في عيون السلطة الرابعة ليقتلوا الصحفيين ويسجنوهم بتهمة إظهار الحقيقة، محاولين أن يغطوا شمس الحقيقة بغربال القتل والتخريب، ممارسين جرائمهم بطرق أعيت العقل البشري أن يستوعبها، فكانت أبسط نتائجها أن 639 صحفيا يمنيا فقدوا أعمالهم في عام 2015، والمئات منهم نفذوا بجلودهم هربا من الملاحقة والتهديد. وتسجل ذاكرة التاريخ مقتل 19 صحفيا في عام 2016 ونحو 205 حالات انتهاك للصحفيين، و42 حالة اختطاف و12 حالة تعذيب و18 صحفيا يمنيا معتقلا في سجون الميليشيات، ليدعو وزير الإعلام اليمني معمر الإرياني الأممالمتحدة ومجلس حقوق الإنسان والمبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد للاضطلاع بمسؤولياتهم وحماية الصحفيين اليمنيين والعمل على الإفراج عن الصحفيين المعتقلين في سجون الميليشيات الانقلابية. وأضاف الإرياني في مؤتمر صحفي عالمي عقد بجنيف أن التقارير الدولية وصفت اليمن بأنها من أخطر البيئات لممارسة العمل الصحفي، وأن اليمن هي سجن كبير للصحفيين، موضحا أن الميليشيات عملت منذ الانقلاب على السيطرة على المؤسسات الإعلامية، وإغلاق الصحف والمواقع الإلكترونية، والهجوم الممنهج على الصحفيين المعارضين للانقلاب بصفتهم القوى الكاشفة لجرائمهم، كما عملت على فرض خطاب إعلامي وصوت أحادي شمولي بصبغة طائفية.