أصدرت الهيئة العامة للرياضة برئاسة تركي آل الشيخ قرارات متتالية تصب في مصلحة الرياضة السعودية، من بينها تشكيل لجنة استكشاف المواهب من مواليد السعودية، وهو واحد من أهم القرارات. وينتظر أن ينعكس تأثيره على مسيرة الرياضة السعودية التي كانت أراضيها حضنا لمواهبهم لينعم بالفائدة غيرها، والأمثلة على أرض الواقع كثيرة، وهذا ما أكده ضيوف «عكاظ» الذين باركوا هذه الخطوة رغم ضبابية عمل اللجنة وآلية التعامل مع المواهب المكتشفة. يقول الإعلامي الرياضي الدكتور خليفة الملحم: «كيف تتربى مواهب على أرض المملكة المعطاءة وتبرز لنجد أن غيرنا يستفيد منها». وتساءل: «ماذا عن تجنيس المواهب المميزة؟ وإذا حدث ذلك، ما الموقف ممن سيشترط منهم تجنيس جميع أفراد عائلته». وأضاف: «القرار جيد ولكن هناك جزئيات غامضة قد تصعب تنفيذه على أرض الواقع». وزاد: «لن تستطيع لجنة محدودة العدد تغطية مناطق المملكة المترامية، وكان من المفترض أن تكون هناك لجان متعددة من مختلف المناطق وتكون كل لجنة مسؤولة عن منطقتها لتعم الفائدة ولا تنحصر في مناطق محددة سلفا». الدوسري: القرار مطلب يقول رئيس نادي الاتفاق السابق عبدالعزيز الدوسري: «الخطوة مطلب قديم من الرياضيين للاستفادة من المواليد وتفعيل وجودهم في الأندية من خلال الفئات السنية وأندية الدرجة الأولى، في وقت يجب أن تكون هناك جهة حاضنة للمواهب المكتشفة من قبل اللجنة تسهل آلية التعامل مع هذه المواهب، ولكن اللجنة لا تمتلك العدد الكافي لمتابعة المواهب في كل المناطق، فالمفترض أن يكون هناك حل يمنح الموجودين في كل المناطق من المواليد فرصة إبراز مواهبهم التي تحتاج إلى متابعة وصبر وخبرة». الملحم: وصلنا متأخرين ولكن! وقال الناقد المحلل الرياضي عادل الملحم: «هناك مواهب ضاعت علينا في ظل عدم مساعدة الأنظمة للتعامل معها واحتوائها والاستفادة منها، فبرز الكثير منها في الخارج، والقرار جاء متأخرا نوعا ما، ولكن أن تصل متأخرا خيرا من ألا تصل أبدا، فهذا القرار بحاجة إلى تفعيل دون التركيز على منطقة معينة، مع إيجاد أكاديميات تكون مهمتها تسويق هذه المواهب وتقديمها للأندية تحت مظلة التنافس على دفع العقود، ولا يمنع أن يمنح الأكثر تميزا منها الجنسية لتتم الاستفادة القصوى من وجودهم». السراح: قلة الدعم مشكلة يقول رئيس نادي التعاون السابق محمد السراح: «الخطوة موفقة وتحتاج إلى دعم لترى النور بالمستوى المخطط له حتى لا يغلق هذا الملف لغياب الدعم اللازم الذي يضمن السير قدما في طريق هذا المشروع، وهذا ما يأمله الشارع الرياضي، خصوصا أنها صدرت من أعلى سلطة رياضية، فأرض المملكة حاضنة لملايين الجاليات التي بقيت لسنوات طويلة عليها، وكل هذه الفئات لديها مواليد نشأوا وترعرعوا على هذه الأرض، فلا يمنع الاستفادة منهم ومن مواهبهم». وطالب السراح في نهاية حديثه بوجود أكاديميات تحتضن هذه المواهب تحت إشراف أجهزة فنية وإدارية مميزة، بحيث تقوم بتسويق هذه المواهب بين الأندية بحسب أنظمة واضحة ومحددة لتفيد وتستفيد، مطالبا بزيادة عدد أعضاء اللجنة ومنحهم الصلاحيات والوقت للتنقل بين مختلف المناطق. الدبيخي: تفرغ أعضاء اللجنة مهم يرى المحلل الناقد الرياضي حمد الدبيخي أن القرار مميز في ظاهره الشكلي ولكن في مضمونه هناك ضبابية وغموض تجعلان من الصعب الحكم عليه، إذ تم تجاهل غالبية مناطق المملكة في ظل عدم تفرغ أعضاء هذه اللجنة وقلتهم، في وقت كان يفترض أن تضم من كل منطقة شخصا. وتساءل: ما الخطوات التي اتخذت وما آلية عمل هذه اللجنة وصلاحياتها؟ وأضاف الدبيخي: «المتابع للرياضة السعودية يدرك أن الخلل ليس في اكتشاف المواهب، فالبلد تزخر بوجود العديد منها، ولكن يجب الاهتمام أولا بالبرامج التي تعد، فهي علتنا الأزلية التي لا تخدم الفئات السنية، فالبرامج لدينا بحاجة إلى مراجعة وتجديد يكفل العمل المنظم بما يحقق هذه الأهداف. المسلم: سيحد من الهدر المالي يقول رئيس نادي نجران مصلح آل مسلم: «وفرة المواهب تفرض اتخاذ مثل هذا القرار، فكم احتضنا من مواهب ثم غادرت الأراضي ليستفيد منها آخرون، هو قرار مميز يصب في مصلحة الكرة السعودية بالدرجة الأولى وسيحد من هدر الأندية المالي على اللاعبين الأجانب، في وقت ستكون الفائدة من وجود المواليد كبيرة وأكثر أمنا وأمانا ومعرفة بتقاليدنا وأسلوب حياتنا».