شهدت الساحة السياسية الباكستانية تطورا لافتا، إذ فازت زوجة رئيس الوزراء الباكستاني السابق كلثوم شريف أمس الأول بمقعد برلماني عن دائرة لاهور رقم 120 المحسوب تاريخيا لزوجها، الذي أقيل من منصبه بقرار من المحكمة العليا في يوليو الماضي، الأمر الذي قد يفتح الطريق أمامها، لتقلد منصب رئيس الوزراء خلفا لحاقان عباسي الذي تم تعيينه في هذا المنصب بعد إقالة شريف. وتعالج زوجة شريف حاليا في لندن من مرض السرطان، وأجريت لها عمليتان جراحيتان، بينما قادت ابنتها مريم حملتها الانتخابية التي استغرقت عدة أسابيع في غيابها. وتمكنت كلثوم نواز من الفوز على منافستها ياسمين أحمد المرشحة من قبل حزب الإنصاف المعارض والذي يرأسه عمران خان. ولم تؤكد مصادر باكستانية إن كانت كلثوم مستعدة للترشح لمنصب رئيس الوزراء، كونها مازالت تخضع للعلاج في لندن. إلا أن مصادر مستقلة أشارت أن الخيار الوحيد أمام شريف هو ترشيح زوجته لهذا المنصب، كي يبقى الحزب متماسكا حتى تعقد الانتخابات القادمة في منتصف عام 2018. وشارك في التصويت أكثر من 320 ألف ناخب، وشهد التصويت لأول مرة في باكستان استخدام آلات التحقق البيومترية من الناخبين، في مراكز الاقتراع البالغة 220 مركزا في الدائرة الانتخابية،. وأجبر شريف على ترك المقعد بعدما قضت المحكمة العليا الشهر الماضي بعدم أهليته للبقاء في منصبه. واعتبرت تلك الانتخابات اختبارا لشعبية عائلة شريف، قبيل الانتخابات 2018، رغم أن الحزب فقد أصوات في معقله في نفس الدائرة، بنسبة 7 في المئة وأفادت مريم نواز التي أدارات الحملة الانتخابية لوالدتها في خطاب النصر، إن فوز كلثوم يعتبر ك«تصويت شعبي» على قرار إقالة والدها مشيرة في كلمة أمام مؤيدي حزب الرابطة الإسلامية - جناح نواز بعد إعلان النتائج - «هذا ليس فوزا عاديا. لقد هزمنا ليس فقط من كانوا في الميدان، ولكن أيضا الآخرين الذين لا نراهم». واضافت أن الفوز بمقعد أبيها في البرلمان عن دائرة لاهور أظهر أن الشعب يرفض قرار المحكمة العليا «غير العادل»، بتنحيته عن منصبه في رئاسة الوزراء. وإذا تم تأكيد تلك النتائج، وكانت المحكمة العليا قد أقالت شريف من منصبه في يوليو الماضي، عقب تحقيقات في تسريبات وثائق بنما عام 2016. ورفض شريف هذه الاتهامات.