«العقير» في اللغة صوت البكاء المرتفع، ويبدو أن طريق العقير في الأحساء، له من اسمه نصيب، بعد أن تزايدت حوادث الموت عليه، وفقد كثير من الأهالي أقارب وأعزاء لهم، فارتفع البكاء والعويل، فتضاعفت أعداد الأرامل والأيتام والثكالى، دون أن تتحرك الجهات المختصة لإيجاد الحلول التي تحقن الدماء. وأنحى أهالي الأحساء باللائمة على وزارة النقل في كل قطرة دم تراق على الطريق، إثر الحوادث التي تقع عليه بكثافة، نظرا لتهالكه وافتقاده لوسائل السلامة. وبلغت وتيرة شكوى الأهالي مداها عقب استيقاظهم صباح أمس الأول (السبت) على وفاة سبعة أشخاص في ارتطام مركبتين، على طريق العقير، وجها لوجه، مطالبين بإنهاء المعاناة مع الأخطار التي تحف العابرين، خصوصا أنه مسار حيوي يؤدي إلى المتنفس البحري الوحيد لأهالي الأحساء (شاطئ العقير)، الذي يضم العديد من المعالم الأثرية والتاريخية. ووصف الأهالي مشروع الواجهة السياحية في شاطئ العقير بأنه «ناقص» لتهالك الطريق المؤدي إليه، وافتقاده لوسائل السلامة والازدواجية، وغياب الحواجز والمصدات على جانبيه، ما جعله ساحة للإبل السائبة التي تتربص بالعابرين، فضلا عن الظلام الذي يخيم عليه بغروب الشمس لافتقاده الإنارة، فتزداد الحوادث على الطريق المتهالك الذي تنتشر فيه الحفر والأخاديد. وذكر محمود أبوزيد أن كثيرا من الأهالي خصوصا سكان الأحساء، فقدوا أقاربهم في حوادث وقعت على طريق العقير، مشيرا إلى أن ابن عمه قضى على الطريق الذي يعتبر الوجهة السياحية الأقرب لهم. وقال أبو زيد: «افتقاد الطريق لوسائل السلامة مثل الحواجز والمصدات على جانبيه، حوله إلى ساحة واسعة للحوادث التي تتسبب فيها الإبل السائبة»، لافتا إلى أن ما فاقم الأمر أن الطريق غير مزدوج، وذو مسار واحد، ما يزيد من حوادث الاصطدام فيه وجهاً لوجه. وأضاف: «في الطريق الضيق يصعب مرور المركبات الصغيرة، خصوصا لو كان هناك شاحنات عابرة»، محملا وزارة النقل مسؤولية كل قطرة دم تراق عليه. واستهل علي أبو حسين حديثه بالقول: «الضحايا الذين يتساقطون بكثافة على طريق العقير منذ عقود عدة، لم يحركوا وزارة النقل لمعالجة المشكلة، فالدماء تراق بكثافة، وأعداد الموتى في تزايد، والمسؤولون لا يبالون بتلك المآسي»، مطالبا الجهات المختصة، ومنها وزارتا النقل، والشؤون البلدية، والمرور، والدفاع المدني، لإيجاد الحلول على الطريق. وطالب عبدالهادي السماعيل وزارة النقل، بالمسارعة في تنفيذ مشروع ازدواجية الطريق، ملمحا إلى أن وعود الأمانة بتطوير الطريق لم تكن سوى للتخدير. ووصف السماعيل الطريق ب«الثعبان الأسود»، لالتهامه العابرين منذ عقود، مشددا على أهمية أن تتحرك وزارة النقل وأمانة الأحساء وإدارة المرور وأمن الطرق، لمعالجة المشكلة التي أرقت العابرين. ورأى بدر الرمضان أن غياب الرقابة أدى إلى تهور السائقين، وعدم التزامهم بالسرعة القانونية، مبينا أن الإبل السائبة تسرح وتمرح في الطريق وتتسبب في كثير من الحوادث، دون رادع. وشكا من أن الطريق ذو مسار واحد ويفتقد للسفلتة والصيانة، مشددا على أهمية تنفيذ مشروع ازدواجية الطريق وإنشاء مركز للهلال الأحمر يباشر الحوادث التي تقع في المكان بكثافة. «النقل»: ازدواجية الطريق تحظى بأولوية أعرب المتحدث باسم وزارة النقل تركي الطعيمي عن أسفه للحادثة الأليمة التي وقعت فجر أمس الأول (السبت) على طريق العيون - العقير لمركبتين راح ضحيتها سبعة أرواح، سائلا المولى أن يتغمدهم بواسع رحمته وأن يلهم ذويهم الصبر والسلوان. وبين الطعيمي أن تقرير الجهات المختصة أرجع الحادثة إلى السرعة الزائدة وانحراف إحدى المركبات عن مسارها مما أدى إلى ارتطامها بأخرى وجهاً لوجه. وأشار الطعيمي إلى أن الحادثة وقعت على الطريق الرئيسي، وهو ذو مسار واحد بطول 73 كيلومترا، لافتا إلى أنه جرى تأهيله بالكامل، وهو ضمن الطرق التي يتوافر فيها عوامل السلامة. وأوضح أنه سبق إدراج مشروع ازدواج الطريق ضمن السنة المالية القادمة، ويحظى بأولوية عالية ضمن مشاريع الوزارة. وشدّد الطعيمي على أن الوزارة تعمل حالياً وبكل جدية على تقييم جميع الطرق القائمة التي تشرف عليها، إضافة إلى الطرق قيد الإنشاء للتأكد وتعزيز مواصفات السلامة لها من خلال تطبيق أعلى المواصفات والمعايير لتحقيق أهداف مبادرة الوزارة لرفع مستوى السلامة على الطرق وتقليل الخسائر من الحوادث. في المقابل، أوضح المتحدث باسم أمانة الأحساء خالد بن محمد بووشل أن طريق العقير - الهفوف الذي يبدأ من تقاطع طريق الملك عبدالله (الضلع الشرقي) وحتى العقير بامتداد الشرق، من اختصاص وزارة النقل وكذلك طريق العيون العقير.