لم يكن هناك أحد أسعد من نجم المنتخب فهد المولد وهو يسجل في ليلة الحسم أغلى هدف في مشوار المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم 2018، وهو الهدف الذي منح الأخضر جواز العبور الخامس لنهائيات كأس العالم في إنجاز عربي غير مسبوق. فهد المولد الذي حل بديلا لمحمد السهلاوي مع انطلاقة الشوط الثاني كان وكما قال ل«عكاظ» في هذا الحوار الشيق بأنه أحس بأنه المسؤول عن إحداث الفارق وقيادة الهجوم رغم أنه مهاجم غير صريح، وبعد تسديدته الأولى التي صدها الحارس الياباني، قال بأنه بات يشتم رائحة الهدف، وبالفعل صدق حدسه عندما وضع الكرة التي وصلته من العابد بكل قوته في الشباك اليابانية لتنفجر الأفراح في المدرجات وفي كل مكان. هنا حوار «عكاظ» مع فهد المولد، في أول حديث له بعد ساعات فقط من نهاية المباراة، فماذا قال؟ • بداية، نبارك لك التأهل لكأس العالم في روسيا. •• الحمدلله على الوصول للمونديال العالمي القادم في روسيا، والأجمل في ذلك أنه جاء عن طريق اليابان، وبكل جدارة واستحقاق وبروح وتكاتف الجميع تحقق هذا الإنجاز بالوجود في نهائيات كأس العالم للمرة الخامسة والتأكيد على أن الكرة السعودية لن تغيب عن المحفل العالمي طويلا بعد أن حضرت في أربعة كؤوس عالم، وتنتظر الصيف القادم المشاركة الخامسة. • كيف وجدت دعم وحضور ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الأمير محمد بن سلمان، ومتابعته لمباراة اليابان من استاد الجوهرة؟ •• بكل أمانة كان دعمه ومتابعته المستمرة للمنتخب السعودي من خلال حضوره الفعال يثبت لنا أن القيادة الحكيمة تولي المنتخب السعودي الاهتمام والمتابعة من أجل تحقيق حلم طال انتظاره، وهو ما تحقق بالوصول لكأس العالم في روسيا، ولن ينسى التاريخ تلك اللحظات الجميلة، والوقفة الكبيرة من قبل ولي العهد بفتح المدرجات مجانا للجماهير السعودية التي حضرت وسجلت حضورا تاريخيا وقادت الأخضر للمونديال العالمي. إحساس غريب • حدثنا عن قصة الهدف التاريخي الذي أحرزته في شباك اليابان وقاد الأخضر لمونديال روسيا؟ •• لا توجد قصة سوى أنني كانت لي عزيمة وإصرار كبيران أثناء نزولي في الشوط الثاني بقرار من قبل المدرب مارفيك الذي وجهني توجيهات فنية أستغليتها خلال مشاركتي بديلا لمحمد السهلاوي، وبصراحة كان لدي إحساس قوي بأنني سأسجل، وبعد أن صد حارس اليابان تسديدتي الأولى وفقت في استغلال التمريرة الذكية التي وصلتني من زميلي المبدع نواف العابد، ولم أتردد في هز الشباك اليابانية وإسعاد الجماهير السعودية التي ملأت مدرجات الجوهرة منذ وقت مبكر قبل انطلاق المباراة، ولن أنسى هذا الهدف الذي أسعد الملايين وأسهم في وصول منتخبنا لكأس العالم في روسيا. • واجهت أنت وزملاؤك اللاعبون والجهازان الفني والإداري انتقادات كبيرة عقب الخسارة من منتخب الإمارات.. كيف كان شعوركم حينها؟ •• بكل صراحة دقت خسارتنا من المنتخب الإماراتي ناقوس الخطر قبل المباراة الحاسمة أمام اليابان التي تعاهدنا فيها جميعا أن نلعب بكل إخلاص وتفان من أجل عدم ضياع الحلم بالتأهل لمونديال روسيا، وبالروح والهمة نجحنا في تجاوز عقبة اليابان والفوز بنتيجة المباراة فرغم عناد اليابانيين خطفنا البطاقة الثانية بالقوة وتأهلنا مباشرة لمونديال موسكو. • هل ترى أن نتيجة مباراة تايلند وأستراليا ساهمت في منحكم الثقة بأنكم ستحققون الفوز على اليابان؟ •• يجب أن يعلم الجميع أننا لم نفكر في مباراة تايلند وأستراليا بل كان الجهازان الفني والإداري طوال الأيام التي سبقت مباراة اليابان يسعيان لعدم التفكير أي شيء سوى الفوز على اليابان من أجل التأهل لكأس العالم، وأكد لنا المدرب أكثر من مرة ألا ننشغل بما يحدث في الخارج وأن نركز فقط على مباراتنا، وشاهد الجميع حرصنا على تحقيق الفوز والوصول للمونديال القادم. لحظات تساوي دهرا • ما هي أصعب اللحظات التي مرت عليك كلاعب خلال مشوار المنتخب السعودي في التصفيات الآسيوية المؤهلة لكأس العالم؟ •• تبقى الدقائق الأخيرة في مباراة اليابان من أصعب اللحظات لأننا كنا نريد الفوز ولا غيره من أجل التأهل لمونديال روسيا، وكان يمكن لأي هدف ياباني مباغت أن يفسد فرحتنا وفرحة ملايين السعوديين وغيرهم من الأشقاء العرب والمسلمين ممن كانوا ينتظرون فوزنا، خصوصا أن اليابان تلعب بلا ضغوط وبأريحية أكثر وكذلك بجدية كأنهم يسعون للتأهل، ومرت الدقائق ثقيلة جدا حتى أرهقتنا نفسيا، وحينما أطلق الحكم صافرة النهاية تحولت اللحظات الصعبة لأفراح سعودية بالوصول لنهائيات كأس العالم القادمة، ولو سألتني ماذا فعلت لحظة إطلاق الصافرة سأقول لك لا أدري، فقد كانت لحظات مجنونة لا يمكن أن تنسى. شعور غير مستغرب • احتفل زملاؤك في الفريق الاتحادي خلال معسكرهم بجبل علي بالهدف الذي سجلته في مرمى اليابان على طريقتهم الخاصة.. ماذا تقول لهم؟ •• ليس بغريب على زملائي لاعبي الاتحاد، فنحن أسرة واحدة ومن الطبيعي أن يحتفلوا بالهدف الذي سجلته لأنه يعتبر هدية للجميع، والفرحة تعكس الأجواء الرائعة فيما بيننا كلاعبين، وأبارك لهم الفوز والتأهل للمحفل العالمي في موسكو. وبصراحة هناك من كان يتواصل معي منهم ويشجعني، ومن يقول لي بالحرف الواحد إنني سأحسم التأهل. • ماذا تود أن تقول في نهاية هذا الحوار؟ •• أشكر والدي وإخواني وكل من وقف معي ودعمني أنا وزملائي حتى استطعنا إسعاد محبي الأخضر بالوصول للمونديال العالمي، ولا أنسى أن أشكر صحيفة «عكاظ» على إتاحة هذه الفرصة لي، وأتمنى لكم التوفيق.