ليس من رأى كمن سمع، فمن رأى صور الحجيج وهم مصطفين كسلسلة منظومة لأداء صلاة العيد، تجوبهم المودة والمحبة، فلم يرق للمتشدقين جمال المنظر، تحنّت رقابهم خذلاناً، ولم تسعفهم أقلامهم المأجورة، فلا مجال للكذب، يجرون أذيال الهزيمة كالعادة في كل موسم حج. وتجر الصحف السعودية أقلامها بفخر تحت عنوان واحد «حج ناجح»، كلمتين تختصر الحدث ويفخر بها الضيف والمستضيف، لونت صفحاتها بصور الحجاج ونشرت على أوراقها قصصهم الحزينة ورحلة العناء والشقاء التي مروا بها في بلدانهم وإن كانت مالية أو سياسية أو مقاطعة، ورغم تعدد الأسباب لم تغلق المملكة أبوابها للزائرين، بل استضافتهم على نفقتها، نابذةً بذلك تسييس الحج، ورافعة شعارها (الحج رسالة سلام).