«محمد العجيان من النوادر، كان لا يشبه أحداً من الصحافيين السعوديين».. بتلك الكلمات وصف الإعلامي داود الشريان الإعلامي القدير محمد العجيان قبل سنوات، واليوم يودع الوسط الإعلامي والثقافي، بعد أن رحل صباح أمس (الجمعة)، إذ يعد العجيان أحد البارزين في جيل الرواد في الصحافة السعودية، والمؤثرين فيها. العجيان من مواليد الرس عام 1943، كان وطنياً بامتياز، واسمه حاضرا على الدوام، كابتسامته، في كل جدل حول الوطن، محتفظاً بهدوئه المعتاد ورباطة جأشه، وكان داعماً للشباب، ولم يكن مهووساً بالأضواء، مفضلاً العمل خلف الكواليس بهمة عالية، تاركاً الضجيج والضوضاء خلف ظهره. ويعد العجيان من الرواد الذين عملوا في الصحافة السعودية منذ وقت مبكر، وكانت بدايته الصحفية عبر جريدة البلاد في عام 1960، واستمر فيها لسنوات قبل أن ينتقل إلى جريدة الرياض ويعمل فيها متعاوناً في 1967، وعين مديراً للتحرير فيها عام 1971، ثم تولى رئاسة تحريرها بالوكالة عام 1972 واستمر بهذا المنصب حتى عام 1974، وانتقل بعدها لرئاسة تحرير جريدة اليوم عام 1976، ثم أسس جريدة العصر عام 1980 التي استمرت نحو ثلاث سنوات، وبعد ذلك أشرف على مجلة اليمامة. ونعى إعلاميون وزملاء العجيان في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، إذ قال عثمان العمير «كان محمد العجيان أستاذاً، علمنا كيف نمارس الصحافة العميقة، وتعلم هو العمل الصامت رغم وهج المركز، العجيان إلى دار البقاء». وأشار الكاتب سعد الدوسري إلى أن العجيان قاد الحداثة الصحفية في السعودية، وتبنى الشباب الموهوبين، فيما قال الكاتب خالد السليمان «أحسن الله عزاء الأسرة الثقافية بوفاة الإعلامي النبيل محمد العجيان، رجل جمع مكارم الأخلاق، واكتسب محبة الجميع»، وكتب عضو مجلس الشورى السابق حمد القاضي: «الراحل أحد رواد صحافتنا التي وهبها نضارة عمره، وقد شرفت بعملي تحت إدارته في بداية دخولي للصحافة، جمعنا الله به في جنة المأوى».