لم يعد ثمة شك بأن عناد وتعنت «تنظيم الحمدين» بات يشكل خطراً على الشعب القطري نفسه، فبعد توجيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز باستضافة الحجاج القطريين، أضحى جلياً للعيان أن السلطة القطرية وحدها هي التي وقفت في وجه شعبها، وحاولت منعهم من أداء نسك الحج. ولم تفلح أبواق الزيف القطرية في ترهيب أهل قطر الكرام من أن يحطوا رحالهم تجاه المشاعر المقدسة في السعودية، إذ غدت ادعاءاتهم الزائفة محل سخرية وتندر من الشعب القطري نفسه. وشكل اللقاء الأخوي بين نائب خادم الحرمين الشريفين الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز والشيخ عبدالله بن علي بن عبدالله بن جاسم آل ثاني في قصر السلام بجدة، نقطة تحول جوهرية في العلاقة الأخوية الراسخة بين الشعبين، وب«حكمة الكبار» احتوى الأمير محمد بن سلمان الأزمة التي كاد أن يقع فيها الحجاج القطريون بسبب تصرفات الحكومة القطرية. وعلق وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية الدكتور أنور قرقاش أن المملكة العربية السعودية تثبت كل يوم كم هي كبيرة، مضيفاً في تغريدة على حسابه الرسمي في موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»: «أن هذه المبادرة الحكيمة والحليمة من السعودية تثبت لغط قطر في تسييس الحج، وأن هذا اللغط يجب أن ينتهي». وأضاف قرقاش أن هناك أموراً أسمى من السياسة. فيما اعتبر وزير الخارجية البحريني خالد بن أحمد آل خليفة أن قرار خادم الحرمين الشريفين بتسهيل أمور حجاج قطر إلى أبعد حد هي خطوات لم تحصل عليها أي دولة إسلامية من قبل حتى في الظروف العادية، مضيفاً في تغريدة على حسابه في «تويتر» «إن رعاية خادم الحرمين الشريفين للحجاج ومصالحهم هي مسؤولية تاريخية كبرى تولتها المملكة لجميع الشعوب، ولا يطعن فيها إلا ناكر».